سامي مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1236 نقاط : 3610 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 الموقع : الجلفة
| |
سامي مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1236 نقاط : 3610 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 الموقع : الجلفة
| |
سامي مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1236 نقاط : 3610 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 الموقع : الجلفة
| موضوع: رد: إشكالية المنهج في اللسانيات الحديثة الجمعة ديسمبر 03, 2010 6:16 pm | |
| حطاطة رقم 2 3-3 دراسة النحو عند التوليديين : قلنا بان البنيويين اهتموا بالجانب التواصلي في دراسة اللغة. الا أن التوليديين يركزون على البنية العميقة والجانب الضمني، والملاحظ أن تشومسكي مثلا يتحدث عن العمل والعامل والمعمول والرتبة أي عن الفاعل والمفعول والنظام ، ويقول بأن الجملة يمكن ان تكون سليمة من حيث النحوية او القواعدية grammaticalité التي تصف ، بطريقة ملائمة ،وضع ما هو مقبول في نحو ما وما هو غير مقبول . وهي غير صحيحة من الناحية المنطقية المقبوليةacceptabilité . ونلاحظ ان تشومسكي ، في نموذجه الاول 1957، يعطى الأسبقية للنحوية و يقرنها بالكفاية اللسانية على حساب المقبولية التي يقرنها بالانجاز30 ، لكنه عاد في نموذج 1965 ونماذج تالية فاهتم أيضا بالمقبولية. يرى تشومسكي انه لا بد من نظرية لممارسة التحليل اللساني. وهذه النظرية تتكون من النحو التوليدي التحويلي الكلي اذ يعتبر النظرية النحوية نظرية علمية يمكن تطبيقها على جميع اللغات الطبيعية. فالنحو اذن " نظام من القواعد والمبادئ " والمبادئ المحددة لخصائص الجمل الشكلية والدلالية حيث يستعمل في تفاعله مع مجموعة من الميكانيزمات الذهنية من اجل فهم لغة ما والتحدث بها (...) فالنحو العالمي نظام من المبادئ والقواعد والشروط، أي انه عبارة عن عناصر وخصائص مشتركة بالنسبة لسائر لغات العالم31. و نظرا لتأثر تشومسكي بالنظريات الفيزيائية ( غاليلي) خاصة والعلمية عامة ،فإنه يقيم تشابها بين خطوات النظرية الفيزيائية وخطوات النظرية النحوية . ففي الفيزياء تبنى النظرية على ما يلي : - عدد من الملاحظات سواء اكانت طبيعية ام موضوعية ام تتبعية ام تلقائية - الربط والتركيب بين هذه الظاهرة الملحوظة. - التنبؤ بظاهرة جديدة. ويرى انه بإمكان الباحث اللساني ان يطبق في حقله هذه الخطوات كما يلي : - ملاحظة عدد محدد من النطق الصوتي - تمييز ما هو نحوي وما هو غير نحوي - شرح الظاهرة اللغوية بطريقة مبسطة ولتوضيح هذه الخطوات نقول بأن الباحث يميز بين ما هو نحوي وما هو غي نحوي انطلاقا من القانون العام الذي يحدد الطرائق السليمة لبنية الوحدات اللغوية وصياغتها. وهذا لا يعني ان تشومسكي يتجاهل الدور الذي تلعبه الدلالة والتداول. 3-4 خطوات المنهج التوليدي : تنطلق اللسانيات التوليدية من مسلمة وهي ان تفسير الظاهرة اللغوية تفسيرا لسانيا يقتضي الانطلاق من نظرية مبنية بطريقة علمية ثم الانتقال الى الواقع الذي نقوم بشرحه وتفسيره وفق مبادئ هذه النظرية، خلافا للمنهج البنيوي المادي السلوكي الذي ينطلق من الواقع نحو النظرية كما أسلفنا . فلكي يحلل الباحث اللساني الظاهرة اللغوية فإنه ملزم – كما يرى تشومسكي – بالاقتراب من المتكلم واستكناه قدرته الكلامية التي تشتغل داخل الذهن البشري. ويمكن تلخيص خطوات المنهج التوليدي فيما يلي : 3-4- 1 وضع فرضية لغوية : انطلاقا من البحث العلمي في مجال اللسانيات ، وانطلاقا من نظرية علمية واضحة المعالم والمحددات والعناصر حيث يقوم الباحث بوضع فرضية البحث والتحليل . 3-4-2 تمحيص الفرضية : في خطوة ثانية يقوم الباحث بتطبيق الفرضية اللغوية على بعض المواد اللغوية. لأنه ينطلق دائما من العام الى الخاص ومن الكل الى الجزء خلافا لمن يعتمد المنهج الاستقرائي. 3-4-3 اعادة صياغة الفرضية اللغوية :عندما تدعو الحاجة الى اعادة النظر في الفرضيات من اجل جعلها اكثر مطابقة وملاءمة للاهداف المتوخاة. 3-4-4 تثبيت الفرضية اللغوية : عندما نتأكد من ملاءمة الفرضية للمواد اللغوية نطرحها للتخصيص ونسحبها على جميع الحالات والظواهر اللغوية .وفي هذا الاطار فإن تشومسكي يطرح النحو الكلي (grammaire universelle) ويرى ان الرتبة فاعل – فعل – ( مفعول) التي نجدها في اللغة الانجليزية صالحة للتطبيق على جميع لغات العالم الطبيعية.وينطلق في كلامه هذا من فرضية اننا ننحدر من نوع واحد،وبالتالي يوجد بيننا جميعا اتحاد وليس تغيرات.وهذا ما يشبه الحالة البدائية السابقة عن التجربة. ونفس الاتجاه والمنهج يطبقه الفاسي الفهري على اللغة العربية اذ يقول بأنها تملك رتبتين هما : أ ) فعل-فاعل-(مفعول) مثال:<< يشرح الاستاذ الدرس >>؛ ب) << الاستاذ يشرح الدرس>> او << الدرس شرحه الاستاذ>> او << الاستاذ طلبت منه شرح الدرس>> او<< المجتهد نوه به الاستاذ>> . وهناك من يرى ان اللغة العربية لا تملك الا رتبة واحدة هي : فعل – فاعل – ( مفعول) انها رتبة اصلية سائدة تحكم كل عربية تليدة .و في حالة رتبة ثانية مثل : فاعل – فعل – ( مفعول) ،او مفعول – فعل – ضمير عائد على المفعول – فاعل : الدرس شرحه الاستاذ فان هذا الفاعل " لا يتقدم ولا يصعد من داخل المركب الفعلي الى مكان متقدم على الفعل في مخصص التطابق32 "، واذا وجدنا اسما متقدما في الجملة الثانية : الدرس يشرحه الاستاذ ؛ كما نجد في القرآن الكريم رهبانية ابتدعوها – في حالة رتبة ثانية - ، يحتل الاسم المتقدم في المركب الفعلي موقع الموضع) ( Tوليس موقع الفاعل، مثله في ذلك مثل الاسم المتقدم . وهذا ما قال به الفاسي الفهري (1981 و 1985). ايضا نجد نفس الاختلاف بين مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة من حيث اعتبار الاسم المتقدم مبتدءا او فاعل33 . ولكن اذا كانت الجملة خالية من مفعول به وتقدم المركب الاسمي ،فان المتقدم يعد فاعلا لا موضعا في راي الفاسي 1993 ،وراي مدرسة الكوفة الذين يجيزون تقديم الفاعل خلافا لمدرسة البصرة . خــــــاتــمـة :لقد حاولنا في هذه الدراسة ان نقارن بين مدرستين من حيث المنهج المعتمد في الدراسة اللغوية؛ وحصرنا المحاولة في اللسانيات المعاصرة . وفي نفس السياق نسجل الملاحظات التالية : -إن الدراسات اللسانيات جد متشبعة ، وبالتالي يكون تصنيفنا لها الى بنيوية وتوزيعية ووظيفية وتوليدية تصنيفا إجرائيا نسعى من ورائه الى جعل المتلقي العادي يكتسب بعض المعارف في تخصص يتميز بقدرته الاختراقية ، فالنظريات اللسانية تفرض نفسها حاليا على جميع الباحثين وفي كل التخصصات والعلوم. -إن الثنائية الحدية : استقراء / استنباط ، مادي/ عقلي، ذاتي/ موضوعي وخاص/ عام تعتبر في رأينا ثنائية زائفة. وذلك لأنه لا وجود لمعايير ثابتة ومحددة تمكن من رسم حدود انطولوجية وابستمولوجية بين الذات والموضوع فيما يخص انتاج المعرفة وبحث الظواهر والمواد اللغوية . وهذا ما نستشفه من كلام تشومسكي عندما اجاب عن سؤال حول المنهج قائلا : " إنه ليس لي مناهج اطلاقا، ومنهج البحث الوحيد الذي اتبعه هو أن أبذل طاقتي في النظر في مشكلة صعبة معينة ، وان احاول أن أجد بعض الأفكار عما يمكن ان يكون تفسيرا لها 34" -إن ممارسة النقد على العديد من نظريات العلم المعاصرة. تكشف زيف الثنائية استقراء/ استنباط35 وذلك لعدم امكانية فك التداخل الحاصل بين الذات العارفة الباحثة والمادة اللغوية موضوع المعرفة. ولذلك نجد تشومسكي يقول بالقدح الذي تمارسه التجربة على المعرفة الفطرية.كما أنه يوظف مناهج الفيزياء الغاليلية36.وعموما ، هذه مجرد محاولة بيداغوجية لكنها مؤسسة على مرجعية. انـتـهـى. ********** الهوامش: 1 ) فخري، ماجد، ارسطو، المعلم الأول، ص 145-155 ، الأهلية للنشر والتوزيع ، بيروت ، 1977 ، عدد الصفحات 182 2 ) العربي ، اسليماني، مناهج البحث في الجغرافيا ، مقاربة ابستمولوجية ، مركز تكوين المفتشين ، الرباط ، 1997. 3 ) محمد ، الحناش ، البنيوية في اللسانيات ، ص 127-128 ، دار الرشاد ، الحديثة ، البيضاء ، 1980 ، عدد الصفحات 422 4 ) عبد الله غزلان ، اللسانيات وتعليم اللغة العربية وتعلمها ، سلسلة ندوات منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية ، الرباط ، رقم 14 ص 77 عدد الصفحات 184. 5 ) نعام ، تشومسكي ، اللغة ومشكلات المعرفة ، ترجمة حمزة بن قبلان المزيني ، ص 16 ، توبقال ، 1990 عدد الصفحات 170. 6 ) زكريا ، ميشال ، الألسنة التوليدية والتجويلية وقواعد اللغة العربية . ( النظرية الألسنية )، ص 96 ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، 1981 عدد الصفحات 180. 7 ) زكريا ، ابراهيم ، دراسات في الفلسفة المعاصرة ج 1 ، ص 194 – 299 دار مصر للطباعة عدد الصفحات 576. 8 ) محمد ، وقيدي ، ما هي الاستمولوجيا ؟ ، ص 155 ، مكتبة المعارف ، 1987 عدد الصفحات 446. 9) Canguilhem ,G , Etudes d’histoire et de philosophie des sciences p 37 à 50 Vrin ,1994 paris 430 pages وكذلك 9 ) زكريا ، ابراهيم ، مشكلة البنية ، سلسلة مشكلات فلسفية رقم 8 ص ص 43 – 44 ، دار مصر للطباعة عدد الصفحات 238. 10 ) أحمد ، عزت راجح ، أصول علم النفس ، ص 42 – 62 – 63 ، المكتب المصري ، مزيدة منقحة ، عدد الصفحات 649. انظر كذلك Hervé, Barreau , l’épistémologie , p 109 , Q.s.j ? , PUF, 1992 Paris ,127 pages 11 ( Cf : Piaget, J, et chomsky, Noam, Théories du langage, Théories de l’apprentissage . Le débat entre Jean Piaget et Noam Chomsky , 1979 le Seuil 545 pages ) زكريا ، ابراهيم ، مشكلات البنية ، مرجع سابق ص 21- 22 13 (Ferdinand de Saussure, Cours de Linguistique Général , p 16 ,Payot,Paris 1981 14 ) محمد ، الحناش ، مرجع سابق ص ص 141 – 152. 15 ) محمد الأطلسي ، بنيوية ليفي ستراوس ، الاتحاد الاشتراكي 28 شتنبر 1980 ص ص 5 - 6 16 ) هناك أنواع أخرى من الملاحظات أنظر عزت راجح م س من 44- 50 وكذلك 17 ) Léonard, Bloomfield, Langage, pp 9 –10, New york 1957. 18 ) محمد ، الحناش ، مرجع سابق ص ص 39 – 339. 19 ) De Saussure, Ferdinant, op, cit, pp 25 - 419 20 ) حسان ، تمام ، اللغة العربية ، معناها ومبناها ، ص 32 ، مطبعة النجاح الجديدة ، البيضاء ، عدد الصفحات 273. 21 ) محمد ، الحناش ، مرجع سابق ،ص 44 22 ) هناك من يميز ، المعجم من القاموس أنظر الحناش مرجع سابق ص 31- 32 وكذلك عيد القادر الفاسي الفهري المعجم العربي نماذج تحليلية جديدة ، دار توبقال للنشر 1999 ، وكذلك المعجمة والتوسيط نظرات جديدة في قضايا اللغة العربية المركز الثقافي العربي 1997 عدد ص 111 23 ( Léonard, J, Bloomfield, op, cit, pp. 22 - 23 24 ) Dubois, J, Grammaire structurale du Français, noms et prénoms, Larousse , 1965, p 195 du même auteur, GSF, le verbe, 1967 224 pages. GSF, ( la phrase et les transformations ) 1969, 192 pages. 25 ) زكريا ، ميشال ، مرجع سابق ص 12. 26 ( Piaget, J et Noam Chomsky, opt, cit. 27 ) زكريا ، ميشال ، مرحع سابق ص 91. 28 ) نفس المرجع ، ص 92. 29 ) يميز تشومسكي، بين الدماغ لذي يلصق به ما هو مادي، والعقل الذي يلصق به ما هو فكري. 30 ) Hymes, Dell, H , Vers la compétence de communication, pp 82 – 130 –131 , Hatier-Crédif paris 1984 ,223 pages 31 ) محمد سبيلا، وعبد السلام ، بنعبد العالي، اللغة ، دفاتر تربوية ع 5 ص 42 دار توبقال للنشر 1994. عدد الصفحات 103. 32 ) عبد الله ، غزلان ، اللسانيات المقارنة م س ص 32 منشورات كلية الآداب رقم 51، الرباط ، مطبعة النجاح الجديدة ، الببضاء ، 1996 ، عدد الصفحات 382. 33 ) محمد ، الرحالي ، ملاحظات عن الرتبة والاعراب ص 31 –57 ، اللسانيات المقارنة واللغات في المغرب ، منشورات كلية الآداب ، الرباط ، رقم 51 ، السنة 1996 34 ) اللغة ومشكلات المعرفة ، مرحع سابق ، ص ص 161 – 162. 35 ) شالمدز، آلان ، نظريات العلم ، ترجمة : الحسين سحبان ، وفؤاد الصفا ، دار توبقال للنشر ، البيضاء ، 1991. عدد الصفحات 169. 36 ) لقد تأثر تشومسكي بديكارت الذي تأثر بمعاصره غاليلي . فديكارت ربط بين الهندسة التحليلية والفيزياء والجبر، وغاليلي ادخل الرياضيات في الفيزياء حيث وظف المسافة في سقوط الاجسام والرياضيات في قياسها . وقد كتب البعض عن النموذج الغاليلي عند تشومسكي انظر الفاسي الفهري وكذلك مقالا لحافيظ اسماعيلي علوي وامحمد الملاخ في مجلة فكر ونقد العدد 30 / 2000 ص 29 –32 ***** المراجع غير الواردة في الهوامش 1 - احمد ، المتوكل ،مؤلفاته . 2 – احمد ، بدر ، اصول البحث العلمي ومناهجه ، وكالة المطبوعات ، عدد ص 236 3 – احسان ، محمد الحسن ، الاسس العلمية لمناهج البحث الاجتماعي،دار الطلبعة بيروت عدد ص 160 4 – عبد القادر ، الفاسي الفهري ، مؤلفاته . 5 – نعام، تشومسكي ، البنى النحوية ، ترجمة د بؤيل يوسف عزيز ، مراجعة: مجيد السمائطة مطبعة النجاح الجديدة 1987 عددص 160 6 – Christian , Baylo et Xavier, Migno , la communication ,Nathan1991,400 pages 7 – Dubois J et al , Dictionnaire de linguistique et des sciences du langage ,1994 Laroosse 515 pages 8 – Ducrot , Oswold et Tzvetan Todorov , Dictionnaire encycyclopédique des sciences du langage 1972 le Seuil 481 pages 9 – Greimas , A, J , Sémantique Structurale , 1966 , Larousse 262 pages 10 – Jacob , Pierre , l’empirisme logique , ses antécédents , ses critiques ,1980 , Minuit, 307 pages 11- Mounin G, Histoire de linguistique : des origines au XX siècle , 1967 puf paris, 231 pages 12 - Mounin G, Introduction à la Sémiologie , 1970 , , Minuit, Paris 253 pages 13- Noam Chomsky et Morris Halle , Principes de phonologie générative , 1968 , le seuil , 14 –Oléron , Pierre , le raisonnement,QSJ , 1977 puf paris 126 pages 15- Perrot , J, la linguistique QSJ pue 1993 ,paris 128 pages | |
|