منتديات المرجان عين وسارة
منتديات المرجان عين وسارة
منتديات المرجان عين وسارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المرجان عين وسارة

تعليمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماهية علم الاجتماع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
سامي


عدد المساهمات : 1236
نقاط : 3610
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : الجلفة

ماهية علم الاجتماع Empty
مُساهمةموضوع: ماهية علم الاجتماع   ماهية علم الاجتماع I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 25, 2010 10:22 pm

مقدمة:
يقول العلامة ابن خلدون في مقدمته: «إن الاجتماع الانساني ضروري، ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم الانسان مدني بالطبع، أي لا بدّ له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم وهو معنى العمران».فالفرد الواحد غير قادر وحده على تحصيل حاجته وما يغذي استمرارية حياته، ومن هنا كان لابد له من التعاون مع أبناء جنسه للحصول على قوت يومه ونمو فكره وعقله والذي بهما يقوى لكي يتعرف ويتطلع على كل ما هو جديد ويدور في فلكه، واذا لم يتحقق هذا التعاون فاستمرارية حياته تغدو مهددة بالخطر والتي قد تصل فيما بعد إلى الزوال."لذلك فان هذا الاجتماع ضروري للنوع الانساني، ومما لا شك فيه فانه لا بدَّ لهذا الاجتماع من رادع يدفع البشر بعضهم عن بعض، فواحد منهم له عليهم الغلبة والسلطان واليد القاهرة... وهذا هو معنى الملك"


(1).والانسان قد عرف الحياة الاجتماعية منذ نشأته الاولى، وبدأت معه عندما كان متنقلاً (مجتمع الجمع والصيد) ولازمته في استقراره (المجتمع الزراعي والصناعي). وتعبير انسان اجتماعي يعني علاقات اجتماعية مع الاخرين.لقد استدعى وجود الانسان مع الاخرين ارتباطه بقواعد معينة من السلوك تتمشى مع عاداتهم وتقاليدهم، وهذا الترابط نجده عند بعض الكائنات الحية أيضاً «كما في الجراد والنحل... إلاّ أن ذلك موجود لغير الانسان بمقتضى الفطرة والهداية لا بمقتضى الفكرة والسياسة»



(2).والذي يميز الترابط الانساني عن غيره هو الترابط الثقافي، ومن ثم تحدد علاقاته وسلوكه مع الاخرين لا بالفطرة وانما بالتعلم من خلال تجارب الاخرين.واذا كان السلوك الفطري الحيواني يتميز بالثبات فالسلوك الانساني يتميز بالتنوع والتغير تبعاً للمكان والزمان، فما يصح هنا لا يصح هناك.«من هنا نجد ان اهتمامات علم الاجتماع بالمجتمع او الجماعة او المجتمع المحلي لا يتوقف عند الحدود العددية لها بقدر ما يتوقف عند الابعاد النوعية وكيفية تنظيمها وانماط عيشها وسلوكها، وهذا ما يصطلح عليه بعلاقات اجتماعية.وهذه العلاقات الاجتماعية بين الافراد ما هي إلاّ علاقات تفاعلية محورها المشاركة في المجتمع


(3).وقد يتناول الباحث الاجتماعي موضوعاً مبسطاً ومباشراً كالعلاقات بين الزوجين أو الابناء، أو موضوعاً منظماً كالنظام الاسري والثقافي والاقتصادي والسياسي والديني، وهو ما يعرف في علم الاجتماع بالنظم الاجتماعية. إلاّ ان المفهوم السوسيولوجي في الوقت الحاضر تخطى المنظور التقليدي، فمجتمع اليوم اكثر تنقلاً وحراكاً وبالتالي فان قيمه عرضة للتغير والتبدل.مفهوم علم الاجتماع وتعريفه:إنّ لفظ «المجتمع» انما يطلق على نظام له وجود واقعي، وله أسس واركان محددة. وبمعنى أدق إن «المجتمع» لا يطلق إلاّ على التشكيلة الاجتماعية التي لها نظرية حول الوضع الشرعي أو القانوني للجماعة والمنزلة الاجتماعية والحقوقية للافراد. وفي ضوء طبيعة ذلك الوضع تصاغ العلاقات الاجتماعية المناسبة



(4).وعلم الاجتماع هو أحد فروع علم السلوك الانساني التي تحاول إكتشاف العلة والمعلول في العلاقات الاجتماعية بين الافراد. فهو يتناول دراسة العادات والاعراف، والتركيبات والمؤسسات الاجتماعية الناشئة من التفاعل بين الناس.ويحاول دراسة القوى التي تستطيع أن تكتنف تلك العادات والاعراف والمؤسسات الاجتماعية أو تضَّعفها. وبكلمة، فإن علم الاجتماع يدرس الطبيعة الانسانية للمجتمع واساليب الحفاظ على تركيبته الثقافية والسياسية، باعتبار ان اهم ما يميز السلوك الانساني عن سلوك بقية الكائنات هو طبيعته الاجتماعية.ولا شك أنّ تنظيم المؤسسات الاجتماعية يلعب دوراً رئيسياً في صياغة شكل أفعال الانسان على ساحة المجتمع. فمهمة علم الاجتماع تتلخص باكتشاف الطرق التي تستخدمها المؤسسات الاجتماعية على الفرد، وطبيعة تفاعله مع الاخرين. ومثال ذلك: التركيبة العائلية، التي تعتبر من اهم الحقول الدراسية في بحوث علم الاجتماع، والتركيبة الاقتصادية والسياسية ونحوها.ومع أن منشأ علم الاجتماع كان ولا يزال غربيّاً في اطاره العام، وتركيبته العلمية والثقافية كانت ولا تزال منتزعة من التقاليد والاعراف الاوروبية، إلاّ ان إرتباط مبادئ علم الاجتماع بالفلسفة الاخلاقية يجعلنا ننظر ـ وبتحفظ ـ من زاوية العلم الذي يدعو إلى التماس الارتكاز العقلائي في تنظيم المؤسسات الاجتماعية





(5).وقد كان طموح علم الاجتماع ان يتطور بشكل متواز لتطور العلوم الطبيعية كالكمياء والفيزياء والطب، إلاّ إنّ ذلك الطموح لم يتحقق لاختلاف المباني التي استندت عليها العلوم الاجتماعية قياساً لاشقائها في العلوم الطبيعية. بل إن العلوم الاجتماعية ـ في بعض مراحلها المتقدمة ـسلكت مسلك الاداة التنفيذية للاستعمار الاوروبي في فهم سلوك المجتمعات غير الاوروبية وتفاعلاتها الاجتماعية وعقائدها الدينية.وكل ذلك النشاط كان يهدف إلى غاية غير نبيلة تمثّلت بالسيطرة على مقدرات تلك الشعوب سياسياً واجتماعياً واقتصاديا



(6)ً.وعلى اي حال فقد ارتبطت دراسة الاحداث الاجتماعية بظهور الازمات الاجتماعية وكل ما يتعلق بها، فكلما تعدت الحوادث نطاق المألوف او تباعدت عنه، كلما استدعى ذلك الوقوف عند تلك التغيرات والتقلبات التي تلفت الانتباه، لا تلك الاحداث العادية المستقرة التي لا تحتاج إلى حلول. وعلم الاجتماع او السوسيولوجيا كما يُعرّفه «غاستون بوتول»: «هو العلم الوحيد الذي ما زال يتتبع ـ منذ نشأته ـ دراسة موضوع ما زال في طريق التطور السرمدي، وارتبطت كل خطوة من خطواته الكبرى بقلق اجتماعي كبير»


(7).ويحدد «اليكس انكلس» ثلاث طرق لتعريف علم الاجتماع وهي: الطريق التاريخي وذلك من خلال دراسة الكتابات السوسيولوجية الكلاسيكية للوقوف على رأي المؤسسين لعلم الاجتماع. فالعاطفة واحترام التراث تدفعاننا للاستعانة بالطريقة التاريخية التي من خلالها نستنشق حكمة الاجيال السابقة. والطريق الامپيريقي من خلال دراسة الاعمال السوسيولوجية المعاصرة والموضوعات التي يوجهون إليها أكبر إهتماماتهم. والطريق التحليلي أو النظري من خلال تحديد موضوع علم الاجتماع وموقعه بين العلوم الاخرى


(Cool.هذا، ولا شك إن التوجه الحديث لعلم الاجتماع في جمع المعلومات عن المشاكل الاجتماعية وتحليلها، كان قد نقل ذلك العلم من مرحلة التحليلات الذهنية إلى مرحلة العلم التجريبي. فبفضل التقنية الحديثة في جمع المعلومات عن الافراد والمجاميع، والمنظمات، والشعوب، أصبح علم الاجتماع قادراً ـ إلى حد ما ـ على التنبؤ العلمي بسلوك المجتمعات او الافراد المتوقع حدوثه عقب احداث خاصة وقعت توّاً كالثورات والانتفاضات والحروب ونحوها.فعلم الاجتماع يدرس سلوك الافراد في المدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة عن طريق طبيعة توزيع الثروة الاجتماعية. فيدرس قيمة الاراضي، والتوزيع العرقي للافراد في المدينة، ومستويات التخلف العقلي بين الناس، وتحلّل الاسرة، ومستويات الجريمة ونحوها، وبعد جمع المعلومات عن كل تلك القضايا الاجتماعية، يبدأ بتحليلها وبناء الاستنتاجات المستنبطة على ضوئها.إلاّ ان التغير المستمر في أساليب جمع المعلومات والمنهجية العلمية، يجعلنا دائماً نتردد في حمل النتائج المستخلصة من البحوث التجريبية لعلم الاجتماع على سبيل القطع او على صورة المسلّمات العقلية. فلا بد لنا من حمل تلك النتائج على اساس أنها افضل المعلومات والتحليلات المتوفرة لنا لفهم النظام الاجتماعي والمؤسسات الملحقة به
[/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morjan.ahlamontada.com
سامي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
سامي


عدد المساهمات : 1236
نقاط : 3610
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : الجلفة

ماهية علم الاجتماع Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماهية علم الاجتماع   ماهية علم الاجتماع I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 25, 2010 10:28 pm

هنالك عدة تعاريف ومفاهيم علمية دقيقة لعلم الاجتماع اهمها تعريف ‏البروفيسور مورس كينز بيرك ( ‏Gins berg‏) الذي ينص على انه العلم ‏الذي يدرس طبيعة العلاقات الاجتماعية واسبابها ونتائجها والمجتمعات ‏المحلية الكبرى . ويعني كينز بيرك بالعلاقات الاجتماعية أي اتصال او ‏تفاعل او تجاوب بين شخصين او اكثر يهدف الى سد اشباع حاجات ‏ومتطلبات الافراد الذين يكونون الاتصال او التفاعل الاجتماعي . فاتصال ‏البائع بالمشتري واتصال الطالب بالاستاذ واتصال الطبيب بالمريض ‏واتصال القاضي بالمتهم هي انواع مختلفة من العلاقات الاجتماعية والتي ‏تتضمن سؤال وجواب وفعل ورد فعل ومجموعة رموز سلوكية وكلامية ‏وتفاعلية يؤديها اطراف العلاقة الاجتماعية .لكن العلاقات الاجتماعية التي ‏تقع بين الافراد والجماعات والمنظمات الاجتماعية الوظيفية تكون على ‏انواع مختلفة كالعلاقة الاجتماعية العمودية والعلاقة الاجتماعية الافقية ‏والعلاقة الاجتماعية الرسمية والعلاقة الاجتماعية غير الرسمية .‏

ان العلاقة الاجتماعية العمودية هي الاتصال او التفاعل الذي يقع بين ‏شخصين او اكثر يحتلون مراكز اجتماعية وادواراً وظيفية مختلفة كاتصال ‏الضابط بالجندي واتصال الاب بالابن واتصال المهندس بالعامل واتصال ‏الطبيب بالمريض .‏

وهناك العلاقة الاجتماعية الافقية التي هي الاتصال او التفاعل الذي يقع ‏بين شخصين او اكثر يحتلون مراكز اجتماعية متساوية ومتكافئة من ناحية ‏المنزلة والدور كاتصال المهندس أ بالمهندس ب واتصال العامل أ بالعامل ‏ب واتصال المدرس أ بالمدرس ب . وهناك العلاقة الاجتماعية الرسمية ‏التي تدور حول التفاعل الذي يقع بين الافراد والذي يتعلق باداء الواجبات ‏والمهام الرسمية المناطة بهم والتي عن طريقها يمكن تحقيق اهداف ‏المنظمة او المؤسسة التي يعملون بها كاتصال المدرس بطلبته وقت ‏المحاضرة وحثهم على السعي والاجتهاد والحصول على احسن النتائج ‏الاكاديمية . واخيراً هناك العلاقة الاجتماعية غير الرسمية التي هي ‏الاتصال والتفاعل غير الرسمي بين افراد المؤسسة والذي لا يتعلق ‏بالواجب والعمل بل يتعلق بالامور الشخصية للافراد الذين يدخلون في هذا ‏النمط من العلاقة الاجتماعية كاتصال المهندس أ بالمهندس ب حول ‏الاستفسار عن عائلته ودعوته للذهاب معه الى المطعم بعد الانتهاء من ‏الدوام الرسمي .‏

ان للعلاقات الاجتماعية كما يخبرنا كينز بيرك مجموعة اسباب ‏ونتائج،فأسباب العلاقات الاجتماعية هي الدوافع والمنبهات التي تحفز ‏الافراد على تكوين العلاقات ، والدوافع الاقتصادية هي التي تحفز العامل ‏على العمل في المصنع وتكوين العلاقات الاجتماعية مع العمال ‏والادارة،والدوافع التربوية هي التي تحفز الطالب على الدراسة في الكلية ‏او الجامعة وتكوين العلاقات الاجتماعية مع الطلبة والاساتذة ، والدوافع ‏العسكرية هي التي تحفز المقاتل على الانخراط في المؤسسات العسكرية ‏وتكوين العلاقات الاجتماعية مع المقاتلين والضباط . زد على ذلك الدوافع ‏الصحية التي تحفز الانسان على تكوين العلاقات الاجتماعية ، وهذه ‏العلاقات بأنواعها المختلفة هي التي تشبع حاجات وطموحات واهداف ‏الاشخاص الذين يدخلون في مجالاتها ويخضعون لأحكامها وقوانينها.‏

اما نتائج العلاقات الاجتماعية فإنها تعبر لا عن طبيعة الاسباب التي تحدد ‏تكوينها وحدوثها . فلو كانت الاسباب اقتصادية لكانت النتائج ‏اقتصادية.فالعلاقات الاجتماعية التي تقع بين العمال والادارة هي علاقات ‏تتأثر بالعامل الاقتصادي فلو كانت هذه العلاقات ايجابية وجيدة فإن الانتاج ‏لابد ان يكون كبيراً وجيداً بينما لو كانت هذه العلاقات سلبية فإن الانتاج لا ‏بد ان يكون ضعيفاً من ناحية الكمية والنوعية . وهناك دراسات وبحوث ‏قام بها علماء الاجتماع الصناعي تشير الى اثر العلاقات الانسانية في كمية ‏ونوعية الانتاج ومن اهم هذه الدراسات دراسة البروفيسور اليتن مايو ‏التي توضح دور العلاقات الاجتماعية السلبية التي تربط العمال بالادارة ‏في احد المصانع الامريكية في انخفاض كمية الانتاج وتدني نوعيته .‏

ان حقل علم الاجتماع الواسع يهتم بدراسة انماط العلاقات الانسانية ‏والاحكام والقوانين التي تنظمها . واهتمامه بهذه الدراسة ينطلق من هدف ‏تحسين وتطوير العلاقات من خلال ازالة معوقاتها ومظاهرها السلبية واذا ‏ما تحسنت العلاقات فإن الانسان من خلال الجماعة والمجتمع يستطيع ‏بلوغ امنية واهدافه القريبة والبعيدة .‏

اما ماكس فيبر (‏Max Weber‏ ) فيعرف علم الاجتماع في كتابة (نظرية ‏التنظيم الاجتماعي والاقتصادي ) بالعلم الذي يفهم ويفسر السلوك ‏الاجتماعي . وبالسلوك الاجتماعي يعني فيبر اية حركية او فعالية مقصودة ‏يؤديها الفرد وتأخذ بعين الاعتبار وجود الافراد الاخرين وقد يكون سببها ‏البيئة او الاحداث التي تقع فيها او الاشخاص الذين يلازمون الفاعل ‏الاجتماعي ( ‏Social Actor‏) الذي يقوم بعملية الحدث او السلوك ، ‏والسلوك الاجتماعي يعتمد عادة على ثلاثة مقاييس اساسية هي :‏
‏1.‏ وجود شخصين او اكثر يتفاعلان معاً ويكونان السلوك او الحدث ‏الذي نريد دراسته في هذا المقام ‏
‏2.‏ وجود ادوار اجتماعية متساوية او مختلفة يشغلها الافراد اللذين ‏يقومون بالسلوك . ‏
‏3.‏ وجود علاقات اجتماعية تتزامن مع عملية السلوك .‏

لكن سلوك الفرد يتغير من وقت لآخر تبعاً لطبيعة واهمية الادوار ‏الاجتماعية التي يتفاعل مع دورة الوظيفي . فسلوك الطفل ، الذي يتجسد ‏في كلامه وحركاته وسكناته . مع أخيه الطفل يختلف عن سلوكه مع والدة ‏او والدته ، كذلك يختلف سلوك الطالب عندما يكون باتصال مع الطالب ‏عن سلوكه عندما يكون باتصال مع المعلم او الاستاذ . اذن يعتمد السلوك ‏الاجتماعي للفرد على طبيعة الادوار الوظيفية التي يشغلها ، ونستطيع ‏التنبؤ بسلوك الفرد من معرفتنا لدورة الاجتماعي . فنحن مثلاً نستطيع ‏التنبؤ بسلوك الطبيب او سلوك المريض او سلوك الضابط او سلوك ‏الجندي من معرفتنا لأدوارهم الاجتماعية .‏

وبفهم وتفسير السلوك الاجتماعي يعني فيبر الاسباب الدافعة للسلوك ‏وأنماطه الاساسية .فالسلوك الاجتماعي قد يكون سببه العاطفة والانفعال او ‏سببه العادات والتقاليد الاجتماعية او سببه العقل والمنطق والبصيرة ‏والادراك الواعي . لهذا يمكن تقسيم السلوك الاجتماعي حسب السبب او ‏الدافع الى ثلاثة انواع اساسية هي :‏


أ . السلوك الاجتماعي الانفعالي الغريزي :‏

وهو السلوك الانفعالي والعاطفي من ناحية الواسطة (‏means‏) ‏والغاية ( ‏End‏) . ومصدرة الغريزة او العاطفة التي غالباً ما تتناقض ‏مع العقل والحكمة والبصيرة وما تقرره الحياة الواقعية التي يعيش فيها ‏الافراد ، والغريزة هي ميل او اندفاع حيواني ينبعث من منطقة ‏اللاشعور ويدفعه صاحبة الى العمل من اجل اشباع متطلباته وحاجاته ‏الحيوانية والشهوانية دون التفكير في النتائج او العواقب التي تتبع ‏الحدث الغريزي . وللانسان حسب اراء مكد وجال (‏McDougall‏) ‏غرائز كثيرة واهمها غريزة حب التملك والخوف والهرب والغريزة ‏الجنسية والغريزة الاجتماعية ، وغريزة حب الظهور والسيطرة على ‏الاخرين وغريزة الاستسلام والخضوع وغريزة الامومة ، وغريزة ‏الموت والدمار وغريزة حب الاستطلاع ... الخ . تقع هذه الغرائز ‏الحيوانية حسب راي فرويد في منطقة الانا السفلى (‏Id‏) والغرائز التي ‏تخرج من هذه المنطقة تدفع صاحبها لتكوين العلاقات والتفاعل مع ‏الاخرين والتجاوب او التصادم معهم من اجل اشباع حاجاته ودوافعها . ‏لكن الفرد لا يكون خاضعاً خضوعاً تاماً للحاجات والدوافع الحيوانية ، ‏فهناك منطقة الانا العليا (‏Ego‏) الموجودة في منطقة العقل الواعي ‏
‏(‏Con-scious Mind‏ ) التي تهذب النفس وتضبط وتهيمن على ‏الدوافع الغريزية غير المهذبة وتمنعها من جلب الضرر والاذى ‏للانسان والمجتمع . فالدوافع الغريزية تريد الانطلاق واشباع نزواتها ‏التي تكبت الغرائز وتمنع خروجها وتهذبها لخير وسعادة الانسان وتقدم ‏ورفاهية المجتمع . ان الغرائز تسبب لحاملها المنازعات والمشكلات ‏والقلاقل التي تكدر راحته وصفوة حياته ، لهذا تتنافى مع صيغ العمل ‏الغريزي . ان السلوك الاجتماعي الغريزي كما يشير فيبر يتمثل في ‏النزاع والصراع بين الاصدقاء والدول وفي الغيرة والحسد والنميمة ‏والنفاق ودخول الانسان في عالم الخلاعة والمجون والملذات وانطوائه ‏الى الخمول والكسل واللامبالاة . كما يتمثل هذا السلوك بالجرائم التي ‏يرتكبها الافراد كالسرقة والقتل والاغتصاب والتزوير والاحتيال .‏

ب. السلوك الاجتماعي التقليدي :‏

ياتي هذا السلوك من عادات وتقاليد وقيم واخلاق المجتمع . وهذه ‏الضوابط الاجتماعية التقليدية تحدد سلوك الانسان وتنظم علاقاته ‏بالاخرين وترسم اهدافة وطموحاته ومصالحة التي غالباً ما تنطبق مع ‏تلك التي يعتمدها المجتمع ويؤمن بها ويكتسب الفرد هذا النمط من ‏السلوك منذ حداثة حياته من المؤسسات والمنظمات البنيوية التي يحتك ‏بها ويتفاعل معها العائلة والقرابة والمجتمع المحلي وجاعة اللعب ‏والمدرسة والجامع والكنيسة ... الخ . ان هذه المؤسسات والمنظمات ‏تزرع عند الفرد بذور هذا النمط من السلوك وتصب في عروقة ‏النموذج التقليدي للسلوك الاجتماعي السوي الذ ينسجم ويتفق مع ‏اخلاقية وسلوكية المجتمع وهذه الاخلاقية والسلوكية التي تمرر عبر ‏الاجيال وتشارك مشاركة فعالة في تحقيق وحدة المجتمع وقوتة . ‏ويتجسد هذا النوع من السلوك في طقوس السلام والتحيات التي ‏يمارسها الافراد في حياتهم اليومية ، كما يتجسد في مراسيم الاعياد ‏والمناسبات الوطنية والدينية وحفلات الزواج والختان ومآتم التشييع ‏والحزن .‏
ج. السلوك الاجتماعي العقلي :‏
وهو السلوك الذي يتميز بالتعقل والحكمة والمنطق والبصيرة والادراك ‏الثاقب للامور والقضايا والمشكلات . ويخرج هذا السلوك من منطقة ‏الانا العليا التي تعبر عن ماهية وحقيقة العالم الخارجي والحياة ‏الاجتماعية التي يعيشها الافراد والجماعات . وعند الاقتداء بهذا النمط ‏من السلوك يعتمد الفاعل الاجتماعي (‏Social Actor‏) في احتكاكه ‏مع الاخرين وتفاعله مع المجتمع اللغة الرفيعة والكلام المهذب ‏والاخلاق العالية والحجج والمبررات الموضوعية للافعال التي ‏يمارسها . كما يتظاهر بالرقة والوداعة والعفة والطهارة عند مقابلته ‏للآخرين لكي يكتسب ثقتهم وينال استحسانهم . وهنا يستطيع الفرد ‏بذكائه وقابليته وحسن سلوكه تحقيق مآربه وطموحاته التي قد تكون ‏مشروعه او غير مشروعة , وقد يلبي هذا النمط من السلوك دوافع ‏ورغبات وشهوات العقل الباطني بعد ان يستعمل اساليب المنطق ‏والحكمة والدراية والفطنه في تحقيق نزوات الفرد وحاجاته والتي ‏تنبعث من الميول والاتجاهات الغريزية الكائنة في منطقة اللاشعور .‏
ويقسم ماكس فيبر هذا السلوك الى ثلاثة انواع حسب طبيعة الواسطة ‏والغاية علماً بأن لكل سلوك مهما يكن نوعه واسطة وغاية كما اسلفنا ‏سابقاً .‏

‏1.‏ سلوك اجتماعي عقلي ذو واسطة عقلية وغاية غير عقلية :-‏

بالواسطة او الغاية العقلية نعني الواسطة او الغاية الاخلاقية والشريفة ‏والمهذبة التي تنسجم مع اخلاقية وتعاليم ومثل المجتمع وتتكيف بمجالها ‏وتسير في فلكها . اما الواسطة او الغاية غير العقلية فهي الواسطة او ‏الغاية غير الشريفة واللأاخلاقية التي تتنافر وتتناقض مع تعاليم ومثل ‏واهداف وتراث المجتمع . ويتمثل هذا النوع من السلوك بحالة المنتج ‏الرأسمالي المحتكر الذي يستعمل الآليات الميكانيكية الحديثة تعتمد ‏الخبرات العلمية في الانتاج والتنظيم من اجل خلق بضاعة يحتاجها ‏المجتمع . لكن غايته من الانتاج هي الربح الفاحش .واستغلال المواطنين ‏خصوصا عندما يفرض اسعاراً عالية عليهم . اذن الواسطة اخلاقية وهي ‏الانتاج الآلى وتهيئة البضاعة المطلوبة ولكن الغاية لا اخلاقية وهي ‏احتكار بيع السلعة واستغلال المواطنين .‏

‏2.‏ سلوك اجتماعي عقلي ذو واسطة غير عقلية وغاية عقلية :‏
وهذا النوع من السلوك العقلي معاكس للنوع الاول من ناحية الواسطة ‏والغاية . ويمثل بحالة رب الاسرة الذي يرغب بامتلاك دار للسكن ، لكن ‏لا يوجد بحوزته المال اللازم لشراء البيت ومثل هذا السبب المقنع جداً قد ‏تدفعة الى السرقة او الاختلاس . اذن الغاية هي اخلاقية وعقلانية لانها ‏تتجسد في رغبة رب الاسرة في امتلاك دار لأسرته والواسطة هي لا ‏اخلاقية وغير شريفة لانها تتجسد في سرقة او اختلاس الاموال لشراء او ‏بناء مثل هذا الدار .‏

‏3.‏ سلوك اجتماعي عقلي ذو واسطة عقلية وغاية عقلية :‏
يسمى هذا النوع من السلوك بالنوع المثالي للسلوك الاجتماعي ‏
‏(‏Ideal Type‏ ) والنوع المثالي للسلوك الاجتماعي هو ذلك الذي ‏يبتعد كل البعد عن العاطفة والحيز والتعصب والتشنج ويكون سلوكاً ‏محايداً من حيث ادوات تنفيذه وأغراضه . والسلوك هذا يكون عقلانياً ‏من ناحية الواسطة التي ينفذ من خلالها والغاية او الهدف الذي يرمي ‏الى تحقيقة . ويتجسد هذا النمط من السلوك في سلوك الجندي الذي ‏يدافع عن وطنه ، فالجندي اثناء المعركة يستعمل الاسلحة المتطورة ‏والخبرات القتالية الفاعلة وينفذ الخطط العسكرية الموضوعية امامه ‏وهذه هي واسطة السلوك . لكن الهدف من استعمال الاسلحة والخبرات ‏العسكرية والقتالية هي تحقيق النصر على الاعداء والدفاع عن تربة ‏الوطن . وهذا الهدف هو هدف عقلي ايضاً . اذن سلوك الجندي في ‏المعركة هو سلوك ياخذ طابع النوع المثالي .كما ان سلوك طالب ‏المدرسة او الجامعة هو سلوك يتميز بالنوع المثالي طالما ان واسطته ‏عقلية واخلاقية (الدوام المنتظم والسعي والاجتهاد ) وان غايته عقلية ‏واخلاقية ايضاً (الحصول على الشهادة العلمية وخدمة المجتمع من ‏خلالها ).‏

اما البروفيسور جورج زيمل فيعرف علم الاجتماع بالعلم الذي يهتم ‏بدراسة شبكة العلاقات والتفاعلات الاجتماعية التي تقع بين الافراد ‏والجماعات والمؤسسات على اختلاف أنواعها واغراضها . فعلم الاجتماع ‏كما يرى زيمل ينبغي ان يدرس انواع العلاقات والتفاعلات كما تقع ‏وتتكرر خلال فترات تاريخية مختلفة وفي مواضيع حضارية متنوعة ، ‏لهذا انتقد زيمل النظريات الاجتماعية العضوية التي طرحها كل من كونت ‏وسبنسر ونبذ الاسلوب التاريخي المتداول في المانيا والذي يدرس الحقائق ‏والظواهر الاجتماعية دراسة تاريخية .‏

الاجتماعي التطبيقي :هو ذلك الشخص الذي يختار المفاهيم والاحكام ‏والنظريات الاجتماعية ويستعملها في حل المشكلات الحضارية والانسانية ‏التي يُعاني منها المجتمع .بيد انه لا يستطيع بمفردة حل مشكلات المجتمع ‏دون تعاونه مع الموظف الاداري والسياسي . فالسياسي هو الذي يخطط ‏ويرسم السياسة الاجتماعية التي ترمي الى تنمية المجتمع ورفاهيته . وهو ‏الذي يختار السبل لتحقيق ذلك ، الا انه خلال عملية رسمية للسياسة ‏وشروعه بتنفيذ مراحلها يحتاج الى معلومات وحقائق يمكن الحصول عليها ‏من العالم الاجتماعي التطبيقي .‏

يمكننا في هذا المجال تحديد اهم الاهداف التي يريد علم الاجتماع تحقيقها ‏للانسان والمجتمع وهذه الاهداف يمكن درجها بالنقاط التالية :-‏
‏1.‏ يهدف علم الاجتماع وضع مورفولوجية خاصة بالعلاقات ‏الاجتماعية تأخذ على عاتقها تصنيف العلاقات الى انواع مختلفة ‏وادخالها في كافة منظمات المجتمع . والهدف من هذه ‏الموروفولوجية تحويل العلاقات الانسانية من علاقات سلبية عدائية ‏الى علاقات ايجابية وتعاونية .‏

‏2.‏ يحاول علم الاجتماع توضيح اجزاء البناء الاجتماعي وتحليل ‏عناصرها ومركباتها فهناك المؤسسات الدينية والاقتصادية ‏والاسرية والسياسية والتربوية . وهذه المؤسسات مترابطة ومتكاملة ‏وان أي تغيير يطرأ على اداها لا بد ان يترك اثارة وانعكاسه على ‏بقية المؤسسات وهنا يحدث ما يسمى بالتحول الاجتماعي .‏

‏3.‏ يهدف علم الاجتماع الى دراسة انماط السلوك الاجتماعي ودوافعه ‏وآثاره على الفرد والجماعة ، ودراسة السلوك الاجتماعي هذه ‏تتوخى محاربة السلوك الانفعالي وتعزيز ودعم السلوك العقلاني ‏تعود مردود اته الايجابية للفاعل الاجتماعي والمجتمع الكبير على ‏حد سواء .‏

‏4.‏ يحاول علم الاجتماع الحديث معرفة قوانين السكون والديناميكية او ‏التحول الاجتماعي .‏


‏5.‏ يتوخى علم الاجتماع تشخيص المشكلات الاجتماعية التي تعاني ‏منها المجتمعات قاطبة ومعرفة اسبابها الموضوعية والذاتية وأثارها ‏القريبة والبعيدة وطرق مجابهتها والتصدي لانعكاساتها الهدامة .‏

‏6.‏ دراسة طبيعة واسباب ونتائج الظواهر الاجتماعية المعقدة ودراسة ‏اجتماعية تحليلية ونقدية تنبع من واقع وظروف وملابسات هذه ‏الظواهر كدراسة الحركات الاجتماعية والسياسة والثورات ‏والحروب والطبقات الاجتماعية والانتقال الاجتماعي والمنافسة ‏والتعاون والصداقة والعداوة والرئاسية والمرؤوسية والتعصب ‏والتحير ... الخ . ‏

‏7.‏ ربط المؤسسات والنظم الاجتماعية من حيث نشوءها وتطورها ‏بالمجتمع الذي توجد فيه وتتفاعل معه . فهذه المؤسسات والنظم ‏ظهرت لتنظيم المجتمع وحل مشكلاته وتناقضاته وتوطيد علاقته ‏بالمجتمعات الاخرى ناهيك عن اهمية دورها في خدمة الفرد ‏وتحقيق طموحاته واهدافه القريبة والبعيدة .‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morjan.ahlamontada.com
 
ماهية علم الاجتماع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسس علم الاجتماع
» نشأة علم الاجتماع وتطوره
» بحث شامل عن علم الاجتماع
» الاسلام و علم الاجتماع
» مبادئ علم الاجتماع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المرجان عين وسارة :: منتدى العلوم الاجتماعية والإنسانية-
انتقل الى: