منتديات المرجان عين وسارة
منتديات المرجان عين وسارة
منتديات المرجان عين وسارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المرجان عين وسارة

تعليمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دروس في اللسانيات الحديثة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
سامي


عدد المساهمات : 1236
نقاط : 3610
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : الجلفة

دروس في اللسانيات الحديثة Empty
مُساهمةموضوع: دروس في اللسانيات الحديثة   دروس في اللسانيات الحديثة I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 5:25 pm

الدرس الاول

مبدأ التعميم
في نظرية النحو التوليدي التحويلي


يفهم من صفة التعميم في منهج المدرسة التوليدية أنّها لا تقصر الوصف والتفسير اللسانيين على لغة خاصّة، بل تجعل النظرية الواصفة المفسّرة معمّمَة على الظّاهرة اللغويّة البشريّة، في كافّة اللغات
وتدعى النظرية اللسانية الواصفة والمفسرة، للغة البشرية قاطبةً، بنظرية النحو الكلّيّ (Universal Grammar)
والقول بقواعد النحو الكلي هو قول بظاهرة التعميم أي تعميم مجموعة من المبادئ العامّة على سائر الأنحاء الخاصة، وهو قول بأن اللغات الخاصة التي توصف بتلك الأنحاء الخاصة، تحكمها قواعد عامة كلّيّة، هي قواعد النحو الكليّ، ولا بدّ من ظاهرة التّعميم (Generalization) في جسم النظرية حتى يصحّ نعتُها بأنها نظرية لسانسة عامّة أو كلّيّة تقوم على وجود ثوابت عميقة تحكم الظواهر اللغوية – أصواتها، وتراكيبها ، ومعجمها ، وصرفها ، ودلالاتها – وقواعد لغوية ترتد إليها الأجزاء والآحاد ،و لا بدّ لكي تتحقق صفة التعميم والكلّيّة في النظريّة من اطراح عوامل الاختلاف والتنوع في اللغات، التي هي عناصر محلية لا انتساب لها إلى المبادئ والقواعد الكلية ، وإنما هي محكومة بقواعد أخرى تؤول المختلفات وتفسرها بمتغيرات القاعدة الكلية الواحدة وتنوع أوجهها، وتسمى هذه المتغيّرات التي تفسر الخصوصيات بالوسائط أو الباراميترات (Parameters)
قواعد النحو الكلّيّ قواعد كلية مستقرة في مخزون المتكلمين قاطبة ،الذين لا يفزعون إلى هذه القواعد إلا لانتقاء ما يناسب لغاتهم ، ويوسّطون في الانتقاء وسائط لتثبيت القيم المناسبة ، تنتهي بالمستعمل اللغوي إلى تنزيل مبادئ النحو الكلي ومقاييسه على لغته الخاصة، فيتم الانتقال من الكليات إلى الجزئيات والأنواع


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر:
- من قضايا الأشباه والنّظائر بين اللغويات العربية والدّرس اللساني المعاصر، د. عبد الرحمن بودرع، نشر: حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، الرسالة:227، الحوليّة:25، مارس2005
- نظرية النحو الكلي والتراكيب اللغوية العربية دراسات تطبيقية، د. حسام البهنساوي، مكتبة الثقافة الدّينية، 1998
- Formal Parameters of Generative Grammar, I: Yearbook 1985 by Ger de Haan, Wim Zonneveld, Author(s) of Review: Thomas F. Shannon
********, Vol. 62, No. 4 (Dec., 1986)






الدرس الثاني ::


نظرية القوالب في المدرسة التوليدية التحويلية


القولبة أو القالبية نظرية يُفهَم منها معنى التعدد؛ ينصرف مفهوم القالبيّة أو القولبة إلى إفادة معنى التّعدّد في جسم النظريّة اللغوية، وقد جاءت المدرسة التوليدية التحويليّة بتصور جديد هو تصور التعدّد أو القولبة، فخالفت بهذا التّصوّر مبادئَ اللسانيات السابقة كالمدرسة البنيوية التي كانت تقوم على فكرة الثنائيات وليس التعدّد؛ كالثنائية بين الدّالّ والمدلول، والسمعي والذّهني، والمتكلّم والمستمع...
جاءت المدرسة التوليدية بمفهوم جديد هو التعدّد أو القولبة أو القالبية، و هذا اصطلاح غير مألوف في الأدبيات اللسانية:
القولبة (Modularity) مفهوم يتعلق بتعدد القوالب في جسم النظرية اللغوية، أي إن النظرية اللغوية التي تُعنى بوصف البنيات اللغوية وتفسيرها تقوم على تعدد الأنسقة أو تعدّد الأنظمة التي تنضوي تحت النظرية العامة. وهذا أمر جديد في التصوّر اللّساني . ويذهبُ النحو التوليدي إلى أن النظرية اللسانية العامة تخصص مجموعة من الأنحاء الممكنة لوصف اللغة، وهذه الأنحاء عبارة عن عدد من الأنساق الفرعية التي تتفاعل فيما بينها، فأما المكونات الفرعية للنحو فهي:
1- المعجم (lexicon)
2- التّركيب (Syntax)
3- المكوّن الصّواتي (Phonological Component)
4- المكوّن الدّلالي/المنطقي (Logical form)

وأما الأنساق الفرعية أو القوالب (Moduls) فهي:

1- نظرية العامل (Government theory)
2- نظرية الحالات الإعرابية (theory Case)
3- نظريّة العُقَد الفاصلة (theory bounding)
4- نظرية الربط الإحالي (theory binding)
5- نظرية المراقبة (theory Control)
فوصف ظاهرة لغوية ما يقتضي اللجوء إلى أنساق مختلفة من القواعد تضبطها مبادئ مختلفة وبسيطة، ولكنّ الواصف يحتاج إليها مجتمعةً. وقد دُعِيَ هذا الاتّجاه في تصوّر العلاقة بين مكوّنات النّظريّة اللغوية والطّريقة التي تعمل بها، بالقولبَة (Modularity)
وأريد أن أضيف–إلى مفهوم التعدّد التّعدّد في الملَكَة اللغوية، أي علاقة المَلَكة اللغوية ببقية الملكات الذهنية المتعدّدة، فالذهن مكون من مجموعة قوالب متفاعلة أثناء الإنجاز اللغوي ومن بينها:
- قالب النحو، وهو الجهاز الذي يصدر الجمل ويولّدها
- قالب التصورات والمفاهيم والاعتقادات التي يحملها الإنسان عن العالم
- القالب التداول الذي يضع الخطاب اللغوي في سياق المتكلم والمخاطب .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر في هذا المعنى:
N.CHOMSKY, Lectures On government and Binding, Dordrecht

اللسانيات واللغة العربية، نماذج تركيبية ودلالية، د.عبد القادر الفاسي الفهري، دار توبقال للنشر، البيضاء، ط.1، 1985، الجزء 1







الدرس الثالث::
قضايا اللسانيات التّداوليّة (Pragmatic Linguistics)



اشتغلت التداوليات بمجموعة من الإشكالات والقضايا التي تعدّ من صميم موضوعها، مثل: ماذا نفعل عندما نتكلم؟ ماذا نقول عندما نتكلم؟ من يتكلم؟ ومَن يُكلّم المتكلّمُ؟ ولماذا يتكلم على هذا النّحو؟ كيف يمكن أن يُخالِفَ كلامُنا مقاصِدَنا؟ ما هي أوجه الاستخدام الممكنة للغة؟...
أجابت التداوليات عن هذه الأسئلة بطريقة تتناسبُ والطابعَ المتجدد لهذا الحقل اللساني باعتباره حقلا يعيد النظر في المبادىء التي تتأسس عليها الأبحاث اللسانية السابقة، وهي:
- أولوية الاستعمال الوصفي والتمثيلي للغة.
- أولوية النسق والبنية على الاستعمال.
- أولوية القدرة على الإنجاز.
- أولوية اللسان على الكلام
Armengaud, Françoise, La pragmatique, Que-sais-je?,
PUF, 1985, p:7

من هذا المنطلق، يمكن القول إن التداوليات حقل لساني يهتم بالبعد الاستعمالي أو الإنجازي للكلام ويأخذ بعين الاعتبار المتكلم والسياق.

أما المعنى التّداولي أو المعنى البراغماتي :
فهو المعنى الذي يتعلّق بوظيفة الكلام، وهي الرّبط بين بنية اللسان الطّبيعيّ ووظيفتِه الأساس، هذه الوظيفة الأساس هي التّواصل داخل مجموعة لغويّة محدّدة، واللسانيات التداولية تدرس علاقات البنية اللغوية بالمتكلم والمُخاطَب. أي المعاني التي تدور في فَلَكِ الحوار ودائرة المُحادَثات أو التّواصُل الكلاميّ بين أطرافِ الكلام.
إنّ اللسانيات التّداولية تركّزعلى البعد العملي للمعنى أي معنى المحاورة بين أطراف الكلام.
وتعمل التداوليات بحكم كونها لسانيات ذات اهتمامات عمليّة براغماتيّة، على وصف فعل المحادثة وتفسيرها؛ مستخدمةً في ذلك مجموعة من المبادئ والمفاهيم الوصفية، كمبدإ التعاون ومبدإ الاحترام ، وغيرها من المبادئ التي تضبط سير المحادثات بين المتكلِّمين

معجم التعابير الاصطلاحية في العربية المعاصرة*
مدخل:

التعابير الاصطلاحية (Idioms) ظاهرة معجمية موجودة في كل اللغات الطبيعية ، وإن اختلفت درجة الوعي بهذه الظاهرة ، وتفاوتت درجات العناية بها: درسا وتحليلا وتوثيقا لها في معاجم تلك اللغات.

ويمكن تعريف التعبير الاصطلاحي بأنه : تجمع لفظي (أكثر من وحدة معجمية بسيطة) ، يقع في الاستعمال اللغوي باطراد، وله دلالة ثابتة لا تنتج من تجميع دلالات مفرداته المكونة له.

لذا فإن التعبير الاصطلاحي ، باعتباره ذا دلالة لا يمكن استنتاجها من خلال مفرداته ، يُعَدّ في العمل المعجمي الحديث وحدة معجمية. و يخصص له في المعجمات العامة مداخل فرعية ، كما تفرد له معظم اللغات الحية معاجم مستقلة ، يخصص له فيها المداخل الرئيسية.

واللغة العربية – التراثية والحديثة – تزخر بالتعابير الاصطلاحية ، وكان اهتمام المعجميين العرب بها بوصفها عبارات أو تراكيب تقع فيها الكلمة (المفردة) ، وظلت هذه النظرة التي ترى مركزية الوحدة المعجمية المفردة متحكمة في طريقة عرض التعابير الاصطلاحية في المعجم العام جمعا لمادتها، وإدراجا في بناء المعجم، وتحريرا وإخراجا طباعيا.

وفي العصر الحديث – ونتيجة للاحتكاك بالفكر اللغوي الغربي ، والصناعة المعجمية الغربية – برز اهتمام بالتعبير الاصطلاحي: تحديدا للمفهوم والمصطلح ، ثم بدأ الاهتمام بالتأليف فيه ، فظهر ثلاثة من معاجم التعابير الاصطلاحية، في الفترة الزمنية بين 1987 ، 2003

أهداف المعجم:

1. تغطية التعابيرالاصطلاحية الموجودة في العربية الحديثة.
2. المعالجة المعجمية الموسعة للتعابير الاصطلاحية.
3. خدمة الترجمة البشرية وبرامج الترجمة الآلية.

طبيعة المعجم / تصنيفه:

معجم مختص للتعابير الاصطلاحية في العربية الحديثة والمعاصرة ، أحادي اللغة ، مبني على مدوَّنة نصوص موسعة ( Corpus based )، يضم ما يقرب من 4000 تعبير اصطلاحي.

مادته:

بنيت مادة المعجم من خلال مدونة نصوص لغوية تمثل اللغة العربية الحديثة والمعاصرة في مجالات مختلفة : [ الأدب باختلاف أجناسه : ( روايات وقصص ومسرحيات عربية و مترجمة للناشئين والكبار) – فنون – علوم - رياضة – اجتماعيات – سياسة – اقتصاد- دوريات علمية ، ومجلات أدبية ونقدية، وسياسية ، وتربوية ، واجتماعية ، وثقافية فكرية، ونسائية ، تصدر في كل من مصر والكويت والإمارات والسعودية وسوريا ولبنان ولندن..إلخ ].

حجم المعجم:

يصل حجم المعجم إلى حوالي 500 صفحة .

بنية المعجم:

- البنية الكبرى:
قائمة مبنينة بالتعابيرالاصطلاحية في العربية الحديثة، كما أظهرتها مدونة النصوص.

- البنية الصغرى:
وتعرض فيها المعلومات الآتية لكل مدخل معجمي:
1. المدخل : التعبير وتنوعاته (Entry).
2. الشرح أو التعريف.
3. الأمثلة والاقتباسات من المدونة الحية (Corpus based).
4. المعلومات الصرفية (اشتقاقية وتصريفية).
5. المعلومات النحوية (تركيبية وإعرابية).
6. معلومات الاستعمال.
7. المعلومات التأثيلية ( Etymological information).
8. معلومات الهجاء.

الجديد في هذا المعجم:

* على المستوى التنظيري
1. تدقيق المفهوم ووضع معايير تحديد التعبير الاصطلاحي، وتحديد التنوعات الشكلية للتعبير الواحد.
2. بناء مدونة النصوص اللغوية وطرائق التحليل.

* على مستوى تقنيات الصناعة المعجمية
1. تقنيات جمع المادة:
- بالاعتماد – اعتمادا أساسيا – على مدونة نصوص طبيعية ، وعدم النقل عن المصادر المعجمية السابقة ، وإنما تنحصر الاستعانة بها في التوثيق.
- الاستعانة في الجمع اليدوي للمادة بمجموعة من الباحثين ، ( من طلبة الماجستير والدكتوراه).
2. تقنيات البناء:
- رُتِّبَت البنية الكبرى للمعجم حسب الترتيب الألفبائي لحروف التعبير كاملا ؛ باعتباره الوحدة المعجمية.
- تم الربط بين تنوعات التعبير الواحد عن طريق الإحالات المعترضة Cross references.
- حرصت الباحثة على إحكام بنية المعجم على المستوى الدلالي بالربط بين الحقول الدلالية، وتجلية العلاقات الدلالية بين التعابير.
3. تقنيات التحرير:
- توخي البساطة في شرح التعابير، وتنويع وسائل الشرح.
- تقديم معلومات موسعة نسبيا عن التعابير: تأثيلها واستعمالها.
4. تقنيات الإخراج الطباعي:
- تتميم ضبط متن المعجم ، عن طريق ضبط كل كلماته ضبطا كاملا بالشكل.
- محاولة ضبط البنية على مستوى الإخراج الطباعي ، بتنميط طرق التعامل مع الأشباه والنظائر.

المستهدَفون من المعجم / المستفيدون منه:

1. ابن اللغة.
2. متعلم اللغة من غير أبنائها.
3. برامج معالجة اللغات الطبيعية (قواعد البيانات المعجمية – برامج الترجمة الآلية).

مشكلات المحاولات السابقة:

1. عدم تحدد المفهوم في ذهن صانعي معظم هذه المعاجم تحددا كاملا؛ مما أدى إلى الخلط بين التعابير الاصطلاحية وظواهر لغوية أخرى: ( بقية التجمعات اللفظية مثل الوحدة المعجمية المركبة، والمصطلحات متعددة الكلمات...إلخ ).
2. ضعف الاستيعاب ؛ لاعتماد معظمها على تقليدية المقاربة.
3.فوضى تقنيات المعالجة.
4. الخلط بين التنوعات المختلفة للتعبير الواحد ، ومعاملتها في كثير من الأحوال باعتبارها تعابير مختلفة ، وهو ما يؤثر في تمثيل المعجم.
5. غياب الصياغة البنيوية للمعجم.
6. النقل والتقليد.

فريق العمل:

ـ قامت الباحثة بإعداد فريق عمل عدده 15 باحثا ، اشترك في الجمع اليدوي لمادة المعجم ، بعد تدريب أفراده على تمييز التعابير الاصطلاحية من خلال ورش العمل ، وتكليفهم برصد التعابير، وتحديد مواضعها في المدونة ، وكتابة الجمل التي وردت فيها هذه التعابير على نماذج خاصة مطبوعة أعدتها لهذا الغرض.

ـ واشتركت الباحثة مع أفراد هذا الفريق في جمع مادة المعجم يدويا على مدى أربع سنوات، ثم قامت بمراجعة المادة التي جمعها الباحثون ؛ لتدقيقها ، وحذف ما لا يندرج في إطار التعابير الاصطلاحية. واختيار الأمثلة التي توضح السياقات التي يستعمل فيها كل تعبير اصطلاحي ، ثم بدأت في تحرير مادة المعجم.

ـ وفي مراحل التدقيق أضافت ما يفيد في توضيح المعنى، بشرح الكلمات الصعبة أو الغامضة ، وتحديد خصوصية استعمال التعبير: إن كان مختصا بالأشخاص أو غيرهم ، أو مرتبطا بصيغ صرفية أو نحوية بعينها. كما رصدت معلومات الاستعمال ، والتأثيل ، والإحالات ... الخ.

ـ حين وجدت للتعبير أكثر من معنى رصدت كلا من هذه المعاني، وأتبعته بالأمثلة التي توضح السياق الذي يستعمل فيه.

ـ وحين وجدت الباحثة بالمدونة بعض التعابير الاصطلاحية المعاصرة من اللهجات العامية ، حرصت على تحديد مواضع هذه التعابير في المدونة، بالإشارة إلى صفحات الكتب والمطبوعات التي جمعت منها المادة.

والمعجم يعد إضافة للمعاجم العربية ، في مجال التعبير الاصطلاحي ، الذي يندر فيه المعاجم العربية ، التي تتبع التقنيات الحديثة للعمل المعجمي ، فضلا عن المعاجم التي ترصد مادتها من خلال مدونة حية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morjan.ahlamontada.com
سامي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
سامي


عدد المساهمات : 1236
نقاط : 3610
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : الجلفة

دروس في اللسانيات الحديثة Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في اللسانيات الحديثة   دروس في اللسانيات الحديثة I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 5:26 pm

نشأة اللغة الانسانية الأولى : أهم النظريات أو الفرضيات


اختلف الباحثون قديما وحديثا في موضوع نشأة اللغة الانسانية الأولى ، ومدى نجاعة دراسة مثل هذا الموضوع بين معارضين للبحث فيه الى درجة التحريم ، باعتباره موضوعا غير ظني لا يمكن التحقق من صحة وقائعه ، و بين مؤيدين بل ومصرين على مثل هذه البحوث اللغوية التي تنبع من التراث المعرفي الذي يصب في صميم الدراسات اللغوية و ما يتعلق بها .

ولكن عندما ظهر ما يسمى بالدراسات اللسانية الحديثة ( المدارس اللسانية ) كان هناك انفصال بين علمين توأمين أحدهما يسمى (فقه اللغة ) والثاني (علم اللغة ).

كما مر معنا سابقا ، وصار من السهل اخراج مثل هذا الموضوع من الأبحاث والدراسات التي تدخل تحت عنوان (علم اللغة ) و ادراجه في الدراسات التي تسمى ( فقه اللغة ).

لذلك أدرجنا هذا الموضوع ضمن مادة ( فقه اللغة) ، بغض النظر عما تتضمنه هذه المادة من موضوعات يمكن أن تدرج في ( علم اللغة ) متابعة للبحوث و الدراسات والأعمال العربية التي جاءت تحت عنوان (فقه اللغة ) و لكنها كانت أقرب الى فقه اللغة حسب المفاهيم والآراء الحديثة لهذا العلم .

و قد تعددت الآراء والفرضيات التي تفسر نشأة اللغة الانسانية الأولى ، من اعتماد المعقول والمنقول .

ومن أهم هذه النظريات ( الفرضيات ) ، النظريات الآتية :

1ـ نظرية الالهام و الوحي والتوقيف :

تذهب هذه النظرية الى أن الله الخالق أوحى الى الانسان الأول وأوقفه على أسماء الأشياء بعد أن علمه النطق . وقدذهب الى هذا الرأي في العصور القديمة الفيلسوف اليوناني هيراقليط ( ت : 480 ق . م ) ، و في العصور الحديثة طائفة من العلماء على رأسها لامي والفيلسوف دونالد . ومن علماء المسلمين في العصور الوسطى : أبو عثمان الجاحظ (ت 255 ه) و أبو الحسن الأشعري (ت 324 ه) ، و أحمد بن فارس (ت 395ه ) ، الذي يرى أن لغة العرب توقيفية .

ويبدو من قول ابن فارس أن اللغة العربية هي لغة آدم عليه السلام ، لأنه ذكر أن أول من كتب الكتاب العربي والسرياني و الكتب كلها آدم ـ عليه السلام ـ قبل موته ب300سنة . وقد ذكر السيوطي عن ابن عساكر في التاريخ عن ابن عباس ، أن آدم (عليه السلام ) كانت لغته في الجنة العربية .

قال عبد الملك بن حبيب : " كان اللسان الأول الذي نزل به آ دم من الجنة عربيا . إلا أن بعد العهد و طال صار سريانيا ، وكان يشاكل اللسان العربي الا أنه محرف .... وبقي اللسان في ولد أرفشذ بن سام الى أن وصل الى يشجب بن قحطان من ذريته وكان باليمن ، فنزل بنو اسماعيل ، فتعلم منهم بنو قحطان اللسان العربي .

ويرى علماء العبرانية وتابعهم كثير من مشاهير علماء النصرانية وغيرهم : أن اللغة العبرانية هي اللغة التي فتق الله بها لسان آدم ـ عليه السلام ـ في ولده شيث حتى انتهت الى ابراهيم عن طريق عابر بن سام ويستدلون على ذلك بعدد من الأسماء الواردة في حديث الخلق وما بعده الى الطوفان مثل آدم وعدن و فيشون وجيجون وغيرها أسماء عبرانية .

أدلة أصحاب التوقيف

يعتمد علماء الغرب المؤيدون لهذه النظرية على ما ورد بهذا الصدد في العهد القديم من الانجيل" و الله خلق من طين جميع حيوانات الحقول ، و جميع طيور السماء ، ثم دعا آدم ليرى كيف يسميها . وليحمل كل منها الاسم الذي يضعه له الانسان . فوضع آدم أسماء لجميع الحيوانات المستأنسة ، ولطيور السماء و دواب الحقول "

وهذا النص لايدل على شيء مما يقوله أصحاب هذه النظرية بل يكاد يكون دليلا على عكس النظرية .

ويرى الدكتور توفيق شاهين أن أبا عثمان الجاحظ ارتضى هذه النظرية حيث قرر أن الله سبحانه و تعالى أنطق نبيه اسماعيل بالعربية دون سابق تمهيد أو تعليم وأنه ـتعالىـ فطره على الفصاحة على غير النشوء والتمرين .

و يضيف القائلون بالتوقيف الى ذلك ثلاثة وجوه :

1 ـ أنه سبحانه وتعالى ذم قوما في اطلاقهم أسماء غير توقيفية في قوله تعالى :" ان هي الا أسماء سميتموها أنتم ..." وذلك يقتضي كون البواقي توقيفية

2 ـ قوله تعالى :" ومن آياته خلق السماوات والأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم " و الألسنة اللحمانية غير مرادة لعدم اختلافها . و لأن بدائع الصنع في غيرها أكثر . فالمراد هي اللغات

3 ـ وهو عقلي : فلو كانت اللغات اصطلاحية لاحتيج في التخاطب بوضعها الى اصطلاح آخر من لغة أو كتابة ، يعود اليه الكلام ،و يلزم اما الدور أو التسلسل في الأوضاع و هو محال فلا بد من الانتهاء الى التوقيف .

وبناء على كلام أهل التوقيف ، لا يجوز قلب اللغة مطلقا : فلا يجوز تسمية الثوب فرسا مثلا

وقدم ابن جني تفسيرا آخر هو أن الله تبارك وتعالى : علم آدم أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات :العربية والسريانية و الفارسية والعبرانية و الرومية وغير ذلك من سائر اللغات . فكان هو و ولده يتكلمون بها ،ثم ان ولده تفرقوا في الدنيا وعلق كل منهم بلغة من تلك اللغات ، فغلبت عليه و اضمحل عنه ما سواها عهدهم بها

أما الخفاجي فيذهب الى أن التوقيف الالهي مستند الى لغة سابقة له يفهم بها المقصود بافتراض أن المواضعة تقدمت بين آدم والملائكة .


2ـ نظرية محاكاة أصوات الطبيعة :

تذهب الى أن أصل اللغة محاكاة أصوات الطبيعة ،كأصوات الحيوانات وأصوات مظاهر الطبيعة ، والتي تحدثها الأفعال عند وقوعها ، ثم تطورت الألفاظ الدالة على المحاكاة ، وارتقت بفعل ارتقاء العقلية الانسانية وتقدم الحضارة .

وذهب الى هذه النظرية " ابن جني" قديما ، و "ويتني " حديثا في القرن التاسع عشر.
وليست هذه النظرية من اختراع "ماكس ميلر " ، كما أشار بعضهم بل عرفها العلامة ابن جني . وذكر أنه نقله عمن سبقه ، مما يدل أنه كان مذهبا شائعا و مقررا حيث يقول : وذهب بعضهم الى أن أصل اللغات كلها ، انما هو الأصوات المسموعات كدوي البحر وحنين الرعد ، وخرير الماء ، و شحيح الحمار ونعيق الغراب ... ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد"

وقد كان ابن جني معجبا بهذه النظرية ،حيث أفرد لها بابا في كتاب الخصائص سماه
( باب في امساس الألفاظ أشباه المعاني ) ، قال فيه " و لو لم يتنبه على ذلك الا بما جاء عنهم من تسميتهم الأشياء بأصواتها ،كالخازبار لصوته ، و البط لصوته و نحو ذلك قولهم حاحيت ،و عاعيت ، هاهيت ، اذا قلت حاء ، عاء ، هاء ، وقولهم : بسملت ،هللت ، حوقلت . كل ذلك أشباهه انما يرجع اشتقاقه الى الأصوات و الأمر أوسع "

والواقع أن لهذا النظرية ما يؤيدها . فالطائر المسمى في الانجليزية CUOKOO الى جانب الهرة المسماة "مو " في المصرية القديمة

ويذهب بعض الباحثين الى أن هذه النظرية هي أقرب النظريات الى الصحة و الى
المعقول ، وأكثرها اتفاقا مع طبيعة الأمور وسنن النشوء .

ومن أهم أدلتها :

1 ـ أن المراحل التي تقررها بصدد اللغة الانسانية ، تتفق في كثير من وجوهها ، مع مراحل الارتقاء اللغوي عند الطفل :فقد ثبت أن الطفل في المرحلة السابقة لمرحلة الكلام ، يلجأ في تعبيره الارادي الى محاكاة أصوات الطبيعة ، فيحاكي الصوت قاصدا التعبير عن مصدره ، أو عن أمر يتصل به .
وثبت كذلك أنه في هذه المرحلة ـ و في بدأ مرحلة الكلام ـ يعتمد اعتمادا جوهريا في توضيح تعبيره الصوتي ، على الاشارات اليدوية والجسمية

نقد النظرية :

وجه الى هذه النظرية انتقاد أساسي، فهي من جهة تعجز عن تفسير مبدأ كيفية(حكاية الأصوات ) ، في آلاف الكلمات التي لا نرى الآن أية علاقة بين معناها وصوتها . فما العلاقة بين لفظ الكتاب و معناه ،مثلا ؟





3 ـ نظرية الاتفاق والمواضعة والاصطلاح

تقرر هذه النظرية أن اللغة ابتدعت و استحدثت بالتواضع ، و الاتفاق و ارتجلت ألفاظها ارتجالا . ومال كثير من العلماء والمفكرين الى هذه النظرية ،منهم : الفيلسوف اليوناني ديموكريط و أرسطو والمعتزلة .

وقال بها من المحدثين أيضا : آدم سميث الانجليزي .

وليس لهذه النظرية أي سند عقلي او نقلي أو تاريخي بل أن ما تقرره يتعارض مع النواميس العامة التي تسير عليها النظم الاجتماعية ، وعهدنا بهذه النظم ، أنها لا تخلق خلقا ، بل تتكون بالتدريج من تلقاء نفسها . اضافة الى ذلك فالتواضع على التسمية يتوقف في كثير من مظاهره على لغة صوتية يتفاهم بها المتواضعون فبأي لغة تواصل هؤلاء ؟
هذه النظريات هي أشهر النظريات و هناك نظريات أخرى نكتفي بذكرها دون تفصيل ومنها :

1 ـ نظرية الأصوات التعجبية العاطفية : نظرية pooh _ pooh

2 ـ نظرية الاستجابة الصوتية للحركة العضلية : نظرية yo _he –ho

3ـ نظرية جسبرسن الذي طالب بدراسة وافية للغة الطفل ، ولغات القبائل البدائية ، ودراسة تاريخية للتطور اللغوي . كل ذلك من أجل التوصل الى معرفة كيفية نشأة اللغة الانسانية الأولى وفق منهج علمي

4 ـ نظرية فندريس : الذي يرى أن اللغة كانت لدى الانسان الأولى انفعالية محضة
5ـ نظرية النشوء والتناسل : و ترى هذه النظرية أن اللغة نشأت بالطفرة و بشكل تلقائي ، فتفترض أن اللغة نشأت متكاملة في لحظة معينة ثم أعقبها التوالد والتكاثر.

نرى كما يرى عدد من الباحثين ، أنه لاتوجد نظرية واحدة يمكن أن تفسر نشأة اللغة الانسانية و أن ثلاث نظريات متكاملة يمكن أن تفسرذلك . فالله سبحانه وتعالى أهل الانسان وأعطاه القدرات الخاصة ، فألهمه لكي ينطق وينشئ اللغة .

بهذه القدرة استطاع الانسان الأول أن يضع كلماته وجمله الأولى ، بالاصغاء والملاحظة والتقليد ، لما يوجد حوله في الكون. ولما تقدم الانسان ، وارتقى في التفكير ، بدأ بوضع كلمات جديدة بالتواطؤ و الاصطلاح الذي ما زال مستمرا الى يومنا هذا ، بل الى قيام الساعة

بين فقه اللغة وعلم اللغة


الفقه - في المعاجم العربية - هو الفهم وربما خص بعلم الشريعة والدين.

وقد ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام قوله " من أراد الله به خيرا فقهه في الدين " ومن هنا يتبين لنا وجود مطابقة من الناحية اللغوية بين الفقه والعلم، وبهذا أخذ عدد من العلماء و الباحثين اللغويين فلم يفرقوا بين العلمين ، وإنما جعلوا ( فقه اللغة وعلم اللغة) مصطلحين لمفهوم واحد أو علم واحد .

ومن أبرز هؤلاء العلماء المعاصرين الأستاذ الدكتور صبحي الصالح ، الذي قال في كتابه( دراسات في علم اللغة ) : "من العسير تحديد الفروق الدقيقة بين علم اللغة وفقه اللغة لأن جل مباحثهما متداخل لدى طائفة من العلماء في الشرق والغرب ، قديما وحديثا ، و قد سمح هذا التداخل أحيانا ، بإطلاق كل من التسميتين على الأخرى ، حتى غدا العلماء يسردون البحوث اللغوية التي تسلك عادة في علم اللغة ، ثم يقولون : " وفقه اللغة يشمل البحوث السابقة ..." والحقيقة أن العرب ، لم يكونوا يعرفون هذه التسمية أو هذا المصطلح "فقه اللغة "، الا في أواخر القرن الرابع الهجري ، وربما كان أول من استعمل هذا المصطلح أحمد بن فارس ،المتوفى سنة395 ه ،عنوانا لمؤلفه (الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها).

ويلاحظ بعد ذلك استعمال هذا المصطلح عند عدد من العلماء مثل الثعالبي -ت429هـ - في كتابه (فقه اللغة وسر العربية). وان كان هذا الكتاب حسب رأي الباحثين المعاصرين ، لا يمثل في موضوعاته ما يمكن أن يسلك في فقه اللغة . بينما نجد بعض المؤلفات الأخرى التي لا تحمل مثل هذا العنوان ، و لكنها تشمل موضوعات هي أولى بأن تكون من مباحث فقه اللغة مثال ذلك كتاب ابن جني- ت 392هـ المعنون ب ( الخصائص ) .

ولعل أقرب المؤلفات الى مفهوم فقه اللغة كتاب المزهر للسيوطي - ت 211هـ - . في العصر الحديث وبعد أن تقدمت البحوث اللغوية لا سيما في الدراسات اللسانية العربية ومنذ أن ظهر العالم اللغوي السويسري ، فرديناند دي سوسير الذي دعا الى الفصل بين الدراسات اللغوية وفق منهج علمي موضوعي يتمثل في دراسة اللغة بذاتها و لذاتها و بين المنهج التاريخي - الزماني التطوري - .

هنا بدأ الفصل بين علمين مستقلين هما (فقه اللغة) أوالفيلولوجيا حسب المصطلح الغربي و( علم اللغة).

وتجلى ذلك في الدراسات اللغوية المعاصرة في اختلاف الآراء وظهور مصطلحات مختلفة للدراسات اللغوية ، اذ يرى بعضهم ألا فرق بين فقه اللغة و علم اللغة كما هو عند صبحي صالح و كذلك محمد المبارك .

بينما نجد تسميات أخرى مثل ( الفلسفة اللغوية ) عند جرجي زيدان
و(الألسنية ) عند مرمرجي الدومينيكي و( اللسانيات ) عند الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح و (علم اللغة )عند محمود السعران و كثيرون .

لكن أشهر التسميات : فقه اللغة و علم اللغة ، أما مصطلح ( فيلولوجي ) الغربي الذي نترجمه الآن بفقه اللغة فيحتاج الى بعض التفصيل .

وتبين الدراسة التاريخية بين القرن الثامن عشر و القرن العشرين ، أن هذا المصطلح لم يكن واضحا، حيث استعملت مصطلحات أخرى من قبل وشملت بحوثا لغوية مختلفة مثل دراسة النحو والصرف والنصوص القديمة و يعتقد بعضهم أنه يشمل بحوث علم اللغة بالاضافة الى جميع الفنون اللغوية و الأدبية و تاريخ العلوم بشكل عام . ظل الأمر كذلك حتى ظهور ما يسمى
(اللسانيات)الحديثة عند دو سوسير و البنويين الغربيين .وتركت البحوث التاريخية والتطورية التي سميت بعد ذلك الفيلولوجيا . و لم تعد موضوعات مثل نشأة اللغات وغيرها تتدخل في نطاق ما يسمى بـ علم اللغة )

من هنا يمكن أن نوجز المراحل التي مرت بها الدراسات اللغوية الغربية بما يلي :

1- مرحلة ما يسمى بالقواعد ، و قد شيدها الإغريق ،و تابعها الفرنسيون
وهي تعتمد المنطق والمعيارية ، وترمي الى تقديم قواعد لتمييز الصيغ الصحيحة .

2- مرحلة فقه اللغة ونشأت في مدرسة الاسكندرية و تنصب الدراسة فيها على النصوص القديمة المكتوبة ، واللغة ليست موضوع الدراسة الوحيد وانما التاريخ والشرح والتفسيرو العادات ... وتهتم أساسا بالنقد ، وقد عبدت الطريق لما يسمى باللسانيات التاريخية .

3 ـ النحو المقارن ، و بدأت هذه الدراسات باكتشاف اللغة السنسكريتية (الهندية القديمة) و كانت في البداية - عند علماء الهندواوروبية - ذات منهج طبيعي ، عند ( بوب وماكس ميلر )
ثم تشكلت مدرسة جديدة تحمل اسم النحويين المولدين الألمان بحافز من كتاب الأمريكي ، ( ويتني ) الذي عنوانه ( حياة الإنسان )

4 - وفي الثلاثينيات من القرن العشرين ظهرت المدرسة البنيوية، التي لا تعتمد معايير خارجة عن اللغة ، فاللغة منظومة لا تعترف الا بنظامها الخاص و قد تم تطوير هذا الاتجاه في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد ذلك تعددت الاتجاهات البنيوية في أمريكا وأوروبا حتى صار ما يعرف بالمدارس اللسانية الحديثة .


ولو رجعنا الآن الى التمييز بين فقه اللغة وعلم اللغة يمكن أن نذكر أن الفرق الرئيسي يتجلى فيما يلي:

1 - يعتمد علم اللغة المنهج الوصفي الآني للنصوص اللغوية .
بينما يعتمد فقه اللغة المنهج التاريخي التطوري المقارن \

2 - تنصب الدراسة في علم اللغة على النصوص الحية وخاصة الشفوية منها . في حين نجدها تهتم في فقه اللغة بالنصوص المكتوبة والقديمة بشكل خاص بالاضافة الى المخطوطات والنقوش.

3 - يهدف علم اللغة الى دراسة النظام اللغوي في البنية اللغوية .
بينما يهدف فقه اللغة بالاضافة الى دراسة اللغة بحد ذاتها الى الوصول الى معلومات تتعلق بالتاريخ والثقافة ، والعادات والتقاليد وغير ذلك مما يمكن استنباطه من النص اللغوي ، وهنا تتخذ اللغة باعتبارها وسيلة ، بينما هي حسب منهج علم اللغة غاية بحد ذاتها .

عن د . أحمد الشامية والأستاذة نبيلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morjan.ahlamontada.com
سامي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
سامي


عدد المساهمات : 1236
نقاط : 3610
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : الجلفة

دروس في اللسانيات الحديثة Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في اللسانيات الحديثة   دروس في اللسانيات الحديثة I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 5:29 pm

فقه اللغة تعريف وتوضيحات


أ ـ أهمية اللغة

قد لا تبدو أهمية اللغة ودراسة علومها – وهي تسلك في مجموعة العلوم الإنسانية -لاتبدو هذه الأهمية في مستواها الحقيقي عند مقارنتها بالعلوم الأخرى لاسيما العلوم الدقيقة والتكنولوجية ... وربما ينعكس ذلك على الاهتمام بدراسة اللغة مما يؤدي إلى عدم إعطائها القدرالكافي ، والمساحة الضرورية في وضع البرامج والتخطيط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي .

لكن لو حللنا المسألة بعمق وموضوعية لتبين لنا أن اللغة – أي لغة – هي عصب العلوم في جميع فروعها ، بل هي أداة الحياة والحضارة والتقدم .

حتى يمكن للمرء أن يقول أن الإنسان بتميزه عن غيره من المخلوقات قد كان له ذلك بفضل هذه النعمة ، حتى أنه قد يصدق القول ، الإنسان حيوان ذولغة بما للغة من الارتباط الوثيق بالتفكير وتأمين الاتصال ، ويمكن الرجوع في هذا إلى الكثير مما سجله الباحثون ورجال الفكر .

فاللغة هي الإنسان ، قال تعالى ( خلق الإنسان علمه البيان ) صدق الله العظيم . ففي هذه الآية نلاحظ هذه العلاقة بين خلق الإنسان وتعليمه البيان أي الكلام بلسان مبين مختلف عن وسائل الاتصال ، أو ما يسمى بلغة الطيور والحيوانات وغيرها ، فالمخلوق الوحيد الذي يمتلك مثل هذا اللسان وهذه الأداة هو الإنسان ، والإنسان وحده .

ولذا فكل مايتعلق بالإنسان وتفاعله مع هذا الكون يستند أصلا إلى اللغة ومن هنا كانت اللغة جديرة بالاهتمام والبحث والدراسة للاستفادة من مزاياها وإمكاناتها إلى أقصى حد .

والتفصيل في هذا الموضوع قد يطول ، ولكن يمكن أن أقول باختصار ، أن اللغة ، هي واحدة من الوسائل الحيوية الأربعة التي ما كان للإنسان أن يستمر في هذه الحياة بدونها ولكن على الترتيب في الأهمية ، بدءا بالهواء الذي لا يمكن العيش بدونه دقائق معدودة ولذلك وفرته العناية الإلهية بصورة غير محدودة ، بل هو الذي لا يسعى الإنسان إليه .

ويأتي بعد ذلك وفي المرتبة الثانية – الماء ـ إذ لا يستطيع الإنسان الصبرعلى فقدانه إلا لأيام معدودة ، ولذلك توفر في الحياة ولكن ببعض السعي والجهد من بحث أو سفر أو رحلة أو غيرذلك ، ثم يأتي في المرتبة الثالثة الغذاء وهو من الضرورات التي لابد منها لاستمرار الحياة ، ولكن يمكن الصبر على فقدانه لفترة أطول ، لذلك كانت الحكمة الإلهية توفره إنما بصورة أقل وتحتاج إلى فترة أطول من السعي والطلب .

وأخيرا تأتي اللغة و التي قد تعيش البشرية بدونها فترات طويلة نسبيا ولكن لولاها لما استطاعت أن تتقدم وتزهر وتبني وتعمر وبالتالي كانت عوامل الطبيعة قد عدت عليها فانقرض الإنسان ، وانقرضت الحياة ، إذ أننا لايمكن أن نتصور هذا التقدم العلمي الصاعد لوكان الإنسان دون لغة . ( انظر مقال : هل العربية ملكة اللغات ) مجلة المبرز ، العدد الأول – المدرسة العليا للأساتذة 1992 إن ما نسعى إليه في هذا الموضوع هو لفت الانتباه إلى أهمية اللغة والسعي إلى دراستها وتعلمها بطريقة منهجية لنتمكن أيضا من تعليمها إلى الأجيال ببذل أقل ما يمكن والوصول الىأفضل النتائج .


بين فقه اللغة وعلم اللغة

الفقه ـ في المعاجم العربية ـ هو الفهم وربما خص بعلم الشريعة والدين .

و قد ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام قوله " من أراد الله به خيرا فقهه في الدين "
و من هنا يتبين لنا وجود مطابقة من الناحية اللغوية بين الفقه والعلم، و بهذا أخذ عدد من العلماء و الباحثين اللغويين فلم يفرقوا بين العلمين ، و انما جعلوا ( فقه اللغة وعلم اللغة) مصطلحين لمفهوم واحد أو علم واحد .

و من أبرز هؤلاء العلماء المعاصرين الأستاذ الدكتور صبحي الصالح ، الذي قال في كتابه( دراسات في علم اللغة ) : "من العسير تحديد الفروق الدقيقة بين علم اللغة فقه اللغة لأن جل مباحثهما متداخل لدى طائفة من العلماء في الشرق والغرب ، قديما وحديثا ، و قد سمح هذا التداخل أحيانا ، باطلاق كل من التسميتين على الأخرى ، حتى غدا العلماء يسردون البحوث اللغوية التي تسلك عادة في علم اللغة ، ثم يقولون : " وفقه اللغة يشمل البحوث السابقة ..."

و الحقيقة أن العرب ، لم يكونوا يعرفون هذه التسمية أو هذا المصطلح "فقه اللغة " ، الا في أواخر القرن الرابع الهجري ، و ربما كان أول من استعمل هذا المصطلح أحمد بن فارس ،المتوفى سنة395 ه ،عنوانا لمؤلفه(الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها).
و يلاحظ بعد ذلك استعمال هذا المصطلح عند عدد من العلماء مثل الثعالبي ـ ت429هـ ـ في كتابه ( فقه اللغة وسر العربية) . و ان كان هذا الكتاب ، حسب رأي الباحثين المعاصرين ، لا يمثل في موضوعاته ما يمكن أن يسلك في فقه اللغة . بينما نجد بعض المؤلفات الأخرى التي لا تحمل مثل هذا العنوان ، و لكنها تشمل موضوعات هي أولى بأن تكون من مباحث فقه اللغة مثال ذلك كتاب ابن جني ـ ت 392هـ المعنون بـ (الخصائص)

ولعل أقرب المؤلفات الى مفهوم فقه اللغة كتاب المزهر للسيوطي ـ ت 211هـ ـ
في العصر الحديث وبعد أن تقدمت البحوث اللغوية لا سيما في الدراسات اللسانية العربية ومنذ أن ظهر العالم اللغوي السويسري ، فرديناند دي سوسير الذي دعا الى الفصل بين الدراسات اللغوية وفق منهج علمي موضوعي يتمثل في دراسة اللغة بذاتها و لذاتها و بين المنهج التاريخي ـ الزماني التطوري ـ

هنا بدأ الفصل بين علمين مستقلين هما(فقه اللغة) أو الفيلولوجيا حسب المصطلح الغربي و( علم اللغة)

وتجلى ذلك في الدراسات اللغوية المعاصرة في اختلاف الآراء وظهورمصطلحات مختلفة للدراسات اللغوية ، اذ يرى بعضهم ألا فرق بين فقه اللغة و علم اللغة كما هو عند صبحي صالح و كذلك محمد المبارك

بينما نجد تسميات أخرى مثل ( الفلسفة اللغوية ) عند جرجي زيدان و (الألسنية ) عند مرمرجي الدومينيكي و ( اللسانيات ) عند الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح و (علم اللغة )عند محمود السعران و كثيرون .

لكن أشهر التسميات : فقه اللغة و علم اللغة ، أما مصطلح ( فيلولوجي ) الغربي الذي نترجمه الآن بفقه اللغة فيحتاج الى بعض التفصيل .

و تبين الدراسة التاريخية بين القرن الثامن عشر و القرن العشرين ، أن هذا المصطلح لم يكن واضحا ، حيث استعملت مصطلحات أخرى من قبل وشملت بحوثا لغوية مختلفة مثل دراسة النحو والصرف و النصوص القديمة . و يعتقد بعضهم أنه يشمل بحوث علم اللغة بالاضافة الى جميع الفنون اللغوية و الأدبية و تاريخ العلوم بشكل عام .

ظل الأمر كذلك حتى ظهور ما يسمى( اللسانيات )الحديثة عند دو سوسير و البنويين الغربيين .وتركت البحوث التاريخية والتطورية التي سميت بعد ذلك الفيلولوجيا . و لم تعد موضوعات مثل نشأة اللغات وغيرها تتدخل في نطاق ما يسمى ب (علم اللغة ).

من هنا يمكن أن نوجز المراحل التي مرت بها الدراسات اللغوية الغربية بما يلي :

1ـ مرحلة ما يسمى بالقواعد ، و قد شيدها الاغريق ،و تابعها الفرنسيون و هي تعتمد المنطق والمعيارية ، وترمي الى تقديم قواعد لتمييز الصيغ الصحيحة .

2 ـ مرحلة فقه اللغة و نشأت في مدرسة الاسكندرية و تنصب الدراسة فيها على النصوص القديمة المكتوبة ، واللغة ليست موضوع الدراسة الوحيد و انما التاريخ والشرح والتفسير والعادات ... وتهتم أساسا بالنقد ، و قد عبدت الطريق لما يسمى باللسانيات التاريخية .

3 ـ النحو المقارن ، و بدأت هذه الدراسات باكتشاف اللغة السنسكريتية (الهندية القديمة) وكانت في البداية ـ عند علماء الهندواوروبية ـ ذات منهج طبيعي ،عند ( بوب وماكس ميلر )
ثم تشكلت مدرسة جديدة تحمل اسم النحويين المولدين الألمان بحافز من كتاب الأمريكي ، ( ويتني ) الذي عنوانه ( حياة الانسان )

4 ـ وفي الثلاثينيات من القرن العشرين ظهرت المدرسة البنوية ، التي لا تعتمد معايير خارجة عن اللغة ، فاللغة منظومة لا تعترف الا بنظامها الخاص و قد تم تطوير هذا الاتجاه في الولايات المتحدة الأمريكية
وبعد ذلك تعددت الاتجاهات البنوية في أمريكا وأوروبا حتى صار ما يعرف بالمدارس اللسانية الحديثة
ولو رجعنا الآن الى التمييز بين فقه اللغة وعلم اللغة يمكن أن نذكر أن الفرق الرئيسي يتجلى فيما يلي:

1 ـ يعتمد علم اللغة المنهج الوصفي الآني للنصوص اللغوية
بينما يعتمد فقه اللغة المنهج التاريخي التطوري المقارن

2 ـ تنصب الدراسة في علم اللغة على النصوص الحية وخاصة الشفوية منها .
في حين نجدها تهتم في فقه اللغة بالنصوص المكتوبة والقديمة بشكل خاص بالاضافة الى المخطوطات والنقوش

3 ـ يهدف علم اللغة الى دراسة النظام اللغوي في البنية اللغوية
بينما يهدف فقه اللغة بالاضافة الى دراسة اللغة بحد ذاتها الى الوصول الى معلومات تتعلق بالتاريخ والثقافة ، و العادات والتقاليد و غير ذلك مما يمكن استنباطه من النص اللغوي ، وهنا تتخذ اللغة باعتبارها وسيلة ، بينما هي حسب منهج علم اللغة غاية بحد ذاتها .

العربية وموقعها بين اللغات (السامية)


تعد اللغات في عالمنا اليوم بالآلاف ، ولكن اللغات الظاهرة المشهورة منها تعد على الأصابع ومنها لغتنا العربية التي يتكلم بها مئات الملايين ودونت بها- ولا تزال - الملايين من الكتب ، وهي لغة القرآن والإسلام فما أصلها و من أين جاءت أو تفرعت ؟.

كنا قد تحدثنا عن فرضيات نشأة اللغة الانسانية الأولى و بتجاوز بعض الآراء التي يرى أصحابها أن عددا من اللغات قد بدأ في النشوء في مرحلة زمنية واحدة في أماكن متعددة فان الرأي السائد أن اللغة الانسانية الأولى- بأية طريقة- نشأت- كانت واحدة ، ثم تفرعت وتعددت بتفرق الشعوب مع امتداد الزمان والمكان.

ولا يمكن البحث في المجهول لمعرفة كيف كانت اللغة و كيف تفرعت وما هي الجذور اللغوية الأولى .

ولكن في العصور الحديثة و بعد اكتشاف اللغة السنسكريتية (الهندية القديمة) ونظرا لما لوحظ من التشابه بينها وبين اللغات الأوروبية و خاصة الجرمانية فقد قسم العلماء اللغات الى أرومات أو مجموعات كبرى أهمها : المجموعة الهندو أوروبية ،و المجموعة السامية ثم المجموعة الحامية .
ولغتنا العربية تقع بين أهم لغات المجموعة السامية التي تنسب الى سام بن نوح و ذريته و منها الآكادية و العبرية ،و الآرامية، و هي تشكل مع اللغات اليمنية القديمة و اللغات الحبشية السامية شعبة لغوية واحدة يطلق عليها الشعبة السامية الجنوبية .

إننا لا نعلم الكثير عن طفولة العربية فأقدم ما وصلنا من آثار العربية الباقية لا يتجاوز 150سنة قبل الإسلام ، أو 200 سنة على أبعد تقدير. وقلنا (العربية الباقية ) لأنها ( أي العربية ) تقسم أيضا الى عربية بائدة وعربية باقية .
أنظر المشجر البياني المرفق

تفصيل :يطلق العلماء اليوم على الشعوب الآرامية والفينيقية والعبرية والعربية واليمنية والبابلية ـ الآشورية لقب الساميين وكان العالم الألماني ، شلوتزير أول من استخدم هذا اللقب في إطلاقه على تلك الشعوب وقد شاركه عالم ألماني آخر هو ايكهورن ، في أواخر القرن الثامن عشر بتسمية لغات هذه الشعوب "اللغات السامية " واللغة السامية هي اللغة التي تكلم بها نسل سام بن نوح - كما ذكرنا - وقد اختلف اللغويون في كيفية تفرع بعضها عن بعض، والظاهر أن اللغات السامية الرئيسية الحية الى الآن وهي السريانية والعبرانية والعربية، لم تشتق إحداها من الأخرى ، ولكنها فروع لأصل قد طوته يد الأيام وهي لغة قدماء الساميين ، الذين سكنوا بين النهرين . وقد دعاها علماء اللغة ، باللغة الآرامية نسبة الى آرام أحد أبناء سام ، وهي لغة سكان ما بين النهرين الذين تشتتوا و تبعثروا في جهات آسيا فتنوعت لغاتهم وسكن بعضهم سواحل سوريا , وتنوعت لغتهم وعرفت باللغة الفينيقية، ومنها اللغة العبرانية وسكن آخرون العراق العربي وحدث عن تنوع لغتهم اللغة الآشورية ومنها اللغة الكلدانية والسريانية ، وآخرون أقاموا بشبه جزيرة العرب وتنوعت لغتهم وتولد عنها اللغة العربية بفروعها ومنها لغة الحبشة وحمير وعدنان وقريش... ولمعرفة أصل اللغة العربية يجب التفصيل في شجرة اللغة السامية . فالسامية تنقسم الى شرقية وغربية .

1- الشرقية : هي اللغات البابلية ـ الآشورية ، أو كما يسميها المحدثون من فقهاء اللغة" أكادية" نسبة الى بلاد آكاد وكان الأقدمون يسمونها الاسفينية أو المسمارية ، لأن الناطقين بها أخذوا الخط المسماري عن الشعب السومري حين تدفقوا الى منطقته في القسم الجنوبي من بلاد العراق .

2 - الغربية : وهي تنقسم الى فرعين ، شمالية وجنوبية

2 - 1: الشمالية : وهي تضم الكنعانية والآرامية

2-1 -1 الكنعانية : هي لغة القبائل العربية التي نزحت- على الأرجح - من القسم الجنوبي الغربي من بلاد العرب واستوطنت في سوريا وفلسطين ... وهي تشتمل على مجموعة من اللهجات (الكنعانية القديمة المؤابية الفينيقية ، العبرية الأوغيريتية)

2- 1- 2 الآرامية : وقد فرضت هذه اللغة نفسها على جميع أخواتها الشرقية والشمالية حتى أصبحت لغة التخاطب في الشرق الأدنى واستقرت هذه اللغة في جميع بلاد العراق وسوريا وفلسطين وما جاورها . وقدر بعض فقهاء اللغة مساحة البلاد الناطقة بها بما يقرب 600 من ألف كلم 2.

2- 2 : الجنوبية : وتضم العربية الجنوبية والعربية الشمالية.

2ـ2ـ1 العربية الجنوبية: يطلق عليها العلماء اسم اليمنية القديمة أو القحطانية وهي تحوي عدة لهجات وهي : المعينية والسبئية والحضرمية والقتبانية والحبشية .

- المعينية : هي اللهجة المنسوبة الى المعينيين الذين أسسوا في بلاد العرب في القسم الجنوبي من اليمن ، مملكة قديمة يعود تكوينها الى حوالي القرن الثامن قبل الميلاد .

- السبئية : و هي اللهجة المنسوبة الى السبئيين الذين أقاموا مملكتهم على أنقاض المملكة المعينية.
ومن المعروف أن مدينة مأرب كانت عاصمة المملكة السبئية وظلت هذه اللهجة سائدة في بلاد اليمن لمدة طويلة .

- الحضرمية : وهي اللهجة المنسوبة الى حضرموت التي استمرت الى زمن غير قليل تنازع سبأ الحكم والسلطان لكن حضارة سبأ كانت أقوى منها فغلبتها وأزالتها .

- القتبانية : هي اللهجة المنسوبة الى قتبان وهي مملكة عظيمة ، أنشئت في المنطقة الساحلية الواقعة شمال عدن ، وكتب عليها أن تنقرض في أواخر القرن الثاني ق. م، وبهذا كانت السبئية أقوى اللهجات العربية الجنوبية .

الخصاص المشتركة بين العربية والسامية
تابع العربية وموقعها من اللغات السامية


ظهرت اللغة العربية على ألسنة العرب الأولين وقبائلهم القديمة من أمثال عاد وثمود الذين يعيشون في جنوبي الجزيرة . والعربية البائدة تضم : الصفوية واللحيانية والثمودية . ولما اندثرت هذه القبائل القديمة المتحدثة بهذه اللهجات، كانت بقايا منها لا تزال تحمل لغة الآباء ، و تتحدث بها ، واذا صح أن نطلق على اللهجات التي تحدث بها القبائل العربية القديمة اسم العربية البائدة، لأنها قد بادت مع أهلها فإننا نسمي اللغة التي وصلتنا بالعربية الباقية لبقائها حتى اليوم .

اذا : فالعربي اليوم يستعمل اللغة العربية الباقية وهي لغة الحجاز وتميم ولهجات أخرى.
رغم هذا تبقى اللغة العربية هي احدى اللغات السامية وأرقاها مبنى ومعنى واشتقاقا وتركيبا .

واللغات على اختلاف أنواعها تنقسم الى مرتقية و غير مرتقية والى متصرفة وغير متصرفة .

واللغات تقسم الى ثلاث طوائف كبرى : الهندو أوروبية ، الطورانية، السامية عاشت العربية في شمالي الجزيرة ( نجد ، الحجاز ، تهامة ) واستطاعت في القرن السادس ميلادي أن تبسط نفوذها في الجزيرة كلها وتدخل اليمن وتسيطر عليه ، وتمحو ما بقي من لهجات وتحل محلها .


الخصائص المشتركة بين العربية والسامية :

من خلال ما تقدم فان العربية تتموقع ضمن العربية الشمالية الباقية ، يعني الحجازية والتميمية وبعض اللهجات الأخرى .
وما من شك فان هناك مجموعة من الخصائص تتعلق باللغتين السامية والعربية.
فأصول الكلمات فيها تتكون غالبا من ثلاثة أصوات ساكنة ثابتة في الاشتقاق نقوم فيها بتغيير الحركات التي يتوقف عليها نوع الدلالة ... ففي العربية قتل أصل يتضمن معنى القتل فبتغيير الحركات فيها نشتق عدة أفعال وأسماء ونعوت تبعا لنوع ذلك التغيير فمنه : قتل (بفتح كل الحروف) قتل (بضم القاف و كسر التاء) ، قتل ( بفتح القاف وتسكين التاء) .
وقد تمد هذه الحركات فيقال : قاتل (بكسر التاء ) قاتل (بفتح التاء)، قتيل ، قتال (صيغة مبالغة). وبالإضافة الى هذه الخصائص نجد أنهما ( أي العربية والسامية ) تهملان الأصوات الصائتة في الكتابة . هذا ما يخص ثلاثية الأصوات ، الا أن بعض العلماء المحدثين كالأب مرمرجي الدومينيكي في كتاب (هل العربية منطقية) ؟

والقائلين بثلاثية الأصول يردون الرباعي منها الى الثلاثي ، فدحرج مثلا الى دحر أودرج .
ومن خلال ما تقدم يمكن القول أن :

- العربية والسامية معربتان
- كلاهما ثلاثية الأصول
- يهملان الأصوات الصائتة في الكتابة

وأخيرا يمكن أن نلحق هذه المحاضرة ببعض الملاحظات وبعض النصوص التي تمثل لغة النقوش التي اكتشفت وتمت ترجمتها وربما تمثل مرحلة لغوية سبقت العربية الفصحى باتجاه الأصل السامي.

1 - أداة التعريف (ها) في عربية النقوش (بالخط المسند) - الصفوية اللحيانية ، الثمودية - وكذلك باللهجة النبطية بتيماء ، واستثناء جاءت عندهم في اللهجة الصفوية بعض الأسماء معرفة بـ (أل) مثل الأوس ، العبد، والاسم الموصول في تلك اللهجة (ذو) وهو الذي تستخدمه قبيلة (طيء) التي تنزل بالقرب من منازل الصفويين شمالي الجزيرة في جبلي أجأ وسلمى .
واسم الاشارة في اللهجة الصفوية هو (ذا) ويأتون به تاليا للمشار اليه كما هو في العامية المصرية (النهارده) ومن عاداتهم التي ذكرها (ليتمان ) : " مرق نبط جوذا " أي مرق البط هذا الوادي بمعنى مروا به أو عبروه (عن شوقي ضيف:مجمع اللغة العربية في خمسين عام 1984-ط /1)

2 ـ من الألفاظ التي ما زالت واضحة الاشتراك في أهم اللغات السامية (ثابر) من المثابرة وأصلها الثلاثي ثبر : عن المعجم الكبير الصادر عن مجمع اللغة العربية


ففي الآكادية
شبارو

في الأوجريتية
ثبر

في العربية
شابر


في السريانية تبر (بتسكين التاء ) بالقاهرة ط|1 | 1992 ج |3 | ص212
وفي الحبشية سبر


3 - اتفق كثير من مهرة الدارسين للغات على أنه قد ضاعت أصول كثير من كلمات العربية والعبرانية ، لكن توجد أصول هذه الكلمات في العربية فوجود الفروع في السريانية والعبرية ووجود الأصل في العربية يدل على أنهما أخذتا منها هذه الكلمات مما يؤكد أصل العربية و قربها من اللغة السامية الأم .(عن مجلة المجمع العلمي بدمشق رقم | 6 | 1926 | ج| 12)

نصوص من لغة النقوش ويظهر فيها التقارب بين العربية البائدة والعربية الباقية :

- نقش سبئي : بمقم براهمو عشتر، شرقون ولشمسهو والآل تهمو وباخيل ومقيمت خميس

ترجمته :
يمجد سيدتهم عشتروت المشرقة وآلهتهم الشموس و سائر الآلهة وبحول وقوة الجيش


- نقش النمارة على قبر امرئ القيس بن عمرو أحد ملوك الحيرة(228م) :
تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسرالتج و ملك الأسدين ونزارووجا

ترجمته :
هذه روح امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي عقد التاج وملك الأسدين وجاء ...

- نقش نبطي : (صنعه كعب بن حارثه للقيض بنت عبد مناة مؤرخ سنة 262 أي 368 م وبعد تحليل هذا النقش والحاق الأصوات المدية أصبحت عبارته :
( ذين للقيض بنت عبد مناة )

أي :
هذا القبر للقيض بنت عبد مناة


4 - يستخلص من الدراسات و آراء بعض الباحثين أن العربية ، إما أنها أم السامية أو اللغات جميعها أو أنها هي السامية الأم أو أنها أقرب اللغات السامية إليها .



نص تطبيقي حول اللغة العربية واللغات السامية


ملاحظة : سنعتمد في هذا الدرس تحليل ثلاثة نصوص.

1- يقول ابن حزم الأندلسي (ت456هـ ) : "فمن تدبر العبرانية والعربية والسريانية أيقن أن اختلافها انما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم وأنها لغة واحدة في الأصل "

2 - ويقول في نص آخر: "الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مضر وربيعة لا لغة حمير ، واحدة تبدلت مساكن أهلها فحدث فيها جرش (جرس) ، كالذي يحدث من الأندلسي اذا رام نغمة أهل القيروان ومن القيرواني اذا رام نغمة الأندلسي ... وهكذا في كثير من البلاد فانه بمجاورة أهل البلدة بأمة أخرى تتبدل لغتها تبدلا لا يخفى على من تأمله" .

3 - أما أبوحيان الأندلسي (ت754هـ) فيقول : "وقد تكلمت على كيفية نسبة الحبش في كتابنا المترجم عن هذه اللغة المسمى بجلاء الغبش عن لسان الحبش وكثيرا مما تتوافق اللغتان ، لغة العرب ولغة الحبش في ألفاظ و في قواعد من التركيب نحوية كحروف المضارعة وتاء التأنيث وهمزة التعدية "

التحليل :
تتمحور النصوص كلها حول مفهوم القرابة بين اللغات : العربية ، العبرية السريانية الحبشية، والتي تعود كلها الى أصل واحد هي اللغة السامية ويظهر ذلك في قول ابن حزم في نهاية النص الأول :
"... وهي لغة واحدة في الأصل" .
مما يعني وجود علاقات تاريخية بين اللغات - السابقة الذكر-

ومن الدلائل التي يمكن أن نؤسس عليها تلك العلاقات نذكر :
1 - أوجه الشبه الموجود بين تلك اللغات انطلاقا من مختلف مستويات البنية اللسانية أو اللغوية (الصوتية ، الصرفية ، التركيبية ) ، مستدلين بقول أبي حيان ، في النص الثالث حين يقول :
يقول : "وكثيرا ما تتوافق اللغتان ..................همزة التعدية ".

2 - يعود سبب الاختلاف بين هذه اللغات الى تفرق الناس الذين تكلموا السامية الأولى وانتشارهم في الأرض ، مما أنتج بعض التغيرات في خصائصها (أي السامية الأولى) على حسب مقام كل قوم وزمنه .

ويشبه ابن حزم هذا التغير الذي حدث بين السامية الأولى و مختلف اللغات التي انبثقت عنها بكيفية نشوء اللهجات العربية كلهجة مضر وربيعة عن العربية الفصحى ( الأولى) نتيجة هجرة العرب الى الأندلس في قوله في النص الثاني :
"والذي وقفنا عليه و علمناه يقينا ... تأمله " .

وبناء على هذا الواقع اللغوي المتمثل في اختلاف لهجات اللغة الواحدة يستنتج ابن حزم أن اللغات : العربية والعبرانية والسريانية ماهي الا لهجات انحدرت من أصل واحد .

من خلال هذه النصوص لعلمائنا العرب المتقدمين يتضح لنا معرفتهم باللغات المتشابهة والمختلفة، الى جانب التفاتهم الى بعض الحقائق اللغوية عن ميزات هذا التشابه الواضح بين اللغة العربية ولغات أخرى كالحبشية والسريانية ، في بعض الألفاظ والتراكيب مما يعني انحدارها من أصل واحد والتي يتصور البعض أنها اللغة السامية الأم ، في حين يتصور الآخرون أنها اللغة العربية .

ولقد انتبه بعض العلماء في الدراسات الحديثة الى وجود شبه بين اللغات السامية المتضمنة العربية: العبرية، الحبشية ... وهي تسمية أطلقها المستشرق الألماني "شلوتزر" بناء على تقسيم التوراة لشعوب الأرض الى أبناء سام وحام ويافث ، رغم اختلاف دلالته في البحث اللغوي عما جاء حول أبناء سام في التوراة ومن ثم شاع المصطلح أي اللغات السامية .

وقسم ماكس مولر لغات العالم الى ثلاث عائلات :

أ - الأسرة السامية الحامية ، وتتألف من :
1 - الأسرة السامية : أشهر لغاتها : العربية ، الآرامية ، السريانية ، العبرية ، الكنعانية الآكادية .
2 - الأسرة الحامية : أشهر لغاتها اللغة المصرية القديمة ، البربرية ...

ب - الأسرة الهندو أوروبية :
- من أشهر لغاتها القديمة : السنسكريتية ، اليونانية ، اللاتينية
- ومن أشهر لغاتها الحديثة : الألمانية ، الانجليزية ، الايطالية، الاسبانية

جـ - الأسرة الطورانية : تضم ما بقي من لغات أوروبا وآسيا مما لا يدخل في أسرة اللغات السامية الحامية ،أو الأسرة الهندية الأوروبية ، ومن أشهر لغاتها : الصينية واليابانية ، التركية والمغولية .

واذا نظرنا الى عائلة اللغات السامية والتي تنتمي اللغة العربية اليها ، نجد أن تصنيف لغات هذه العائلة ، يعود الى التشابه الموجود بينها من حيث مختلف مستويات البنية اللغوية وهي :

1 - من الناحية الصوتية : تحتوي اللغات السامية على أصوات حلقية :
- الحاء ، العين: وهي أصوات نجدها مثلا في العربية و العبرية والآرامية
- الطاء والصاد والقاف والظاء والضاد : حيث أجمع الباحثون في اللغات السامية على أن القاف والطاء والصاد شائعة في جميع اللغات السامية .

ومن هذا يتبين لنا أن أصوات اللغة السامية الأم هي :
الهمزة ، والهاء والحاء، الخاء، الطاء والعين والغين، والباء والفاء، الدال، الذال، التاء، الثاء، الجيم الكاف واللام والميم والنون، الراء، الواو، الياء، القاف، الصاد ، السين ، الشين ، الزاي .
وأثبتت الدراسة الصوتية المقارنة، أن اللغة العربية هي اللغة السامية الوحيدة التي تحتوي على هذه الأصوات كاملة .

2 - من الناحية الصرفية : تتضمن هذه اللغات في تصريف الأفعال صيغتين أساسيتين :
- احداهما تدل على تمام وقوع الحدث وانقضائه وانقطاعه، وهي صيغة الماضي .
- وتدل الثانية على استمرار الحدث وعدم تمامه ، وهي صيغة المضارع .

3 - من الناحية النحوية : فمن المميزات العامة للغات السامية وجود الجملة الاسمية التي تقوم على اسمين دون رابطة لفظية بينهما كالفعل المساعد في اللغات الهندية الأوروبية . ففي كل اللغات السامية أستطيع أن أقول : " الشجرة مزهرة " دون أن أضع بينهما كلمة " يكون " أو " هو" .
كما توجد فيها الجملة الفعلية ، ويكثر فيها وقوع الفعل في أول الجملة .
ويبدو أن اللغة السامية الأم كانت معربة ، واحتفظت العربية وحدها بهذه الظاهرة

4 - من الناحية المعجمية : تشترك اللغات السامية في استخدامها للكثير من الكلمات بدلالة واحدة - مع اتحاد النطق أو اختلافه اختلافا يسيرا - وهي : ذكر أنثى ، أب ، أم ، ملك عنب ، ثوم ، ركبة ، سماء ، أنف، قبر، شمس... وبناء على أوجه التشابه بين اللغات السامية رجح كثير من الباحثين أن اللغة العربية هي أقرب اللغات السامية شبها باللغة السامية الأم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morjan.ahlamontada.com
سامي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
سامي


عدد المساهمات : 1236
نقاط : 3610
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : الجلفة

دروس في اللسانيات الحديثة Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في اللسانيات الحديثة   دروس في اللسانيات الحديثة I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 5:32 pm

سامي كتب:
الدرس الاول

مبدأ التعميم
في نظرية النحو التوليدي التحويلي


يفهم من صفة التعميم في منهج المدرسة التوليدية أنّها لا تقصر الوصف والتفسير اللسانيين على لغة خاصّة، بل تجعل النظرية الواصفة المفسّرة معمّمَة على الظّاهرة اللغويّة البشريّة، في كافّة اللغات
وتدعى النظرية اللسانية الواصفة والمفسرة، للغة البشرية قاطبةً، بنظرية النحو الكلّيّ (Universal Grammar)
والقول بقواعد النحو الكلي هو قول بظاهرة التعميم أي تعميم مجموعة من المبادئ العامّة على سائر الأنحاء الخاصة، وهو قول بأن اللغات الخاصة التي توصف بتلك الأنحاء الخاصة، تحكمها قواعد عامة كلّيّة، هي قواعد النحو الكليّ، ولا بدّ من ظاهرة التّعميم (Generalization) في جسم النظرية حتى يصحّ نعتُها بأنها نظرية لسانسة عامّة أو كلّيّة تقوم على وجود ثوابت عميقة تحكم الظواهر اللغوية – أصواتها، وتراكيبها ، ومعجمها ، وصرفها ، ودلالاتها – وقواعد لغوية ترتد إليها الأجزاء والآحاد ،و لا بدّ لكي تتحقق صفة التعميم والكلّيّة في النظريّة من اطراح عوامل الاختلاف والتنوع في اللغات، التي هي عناصر محلية لا انتساب لها إلى المبادئ والقواعد الكلية ، وإنما هي محكومة بقواعد أخرى تؤول المختلفات وتفسرها بمتغيرات القاعدة الكلية الواحدة وتنوع أوجهها، وتسمى هذه المتغيّرات التي تفسر الخصوصيات بالوسائط أو الباراميترات (Parameters)
قواعد النحو الكلّيّ قواعد كلية مستقرة في مخزون المتكلمين قاطبة ،الذين لا يفزعون إلى هذه القواعد إلا لانتقاء ما يناسب لغاتهم ، ويوسّطون في الانتقاء وسائط لتثبيت القيم المناسبة ، تنتهي بالمستعمل اللغوي إلى تنزيل مبادئ النحو الكلي ومقاييسه على لغته الخاصة، فيتم الانتقال من الكليات إلى الجزئيات والأنواع


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر:
- من قضايا الأشباه والنّظائر بين اللغويات العربية والدّرس اللساني المعاصر، د. عبد الرحمن بودرع، نشر: حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، الرسالة:227، الحوليّة:25، مارس2005
- نظرية النحو الكلي والتراكيب اللغوية العربية دراسات تطبيقية، د. حسام البهنساوي، مكتبة الثقافة الدّينية، 1998
- Formal Parameters of Generative Grammar, I: Yearbook 1985 by Ger de Haan, Wim Zonneveld, Author(s) of Review: Thomas F. Shannon
********, Vol. 62, No. 4 (Dec., 1986)






الدرس الثاني ::


نظرية القوالب في المدرسة التوليدية التحويلية


القولبة أو القالبية نظرية يُفهَم منها معنى التعدد؛ ينصرف مفهوم القالبيّة أو القولبة إلى إفادة معنى التّعدّد في جسم النظريّة اللغوية، وقد جاءت المدرسة التوليدية التحويليّة بتصور جديد هو تصور التعدّد أو القولبة، فخالفت بهذا التّصوّر مبادئَ اللسانيات السابقة كالمدرسة البنيوية التي كانت تقوم على فكرة الثنائيات وليس التعدّد؛ كالثنائية بين الدّالّ والمدلول، والسمعي والذّهني، والمتكلّم والمستمع...
جاءت المدرسة التوليدية بمفهوم جديد هو التعدّد أو القولبة أو القالبية، و هذا اصطلاح غير مألوف في الأدبيات اللسانية:
القولبة (Modularity) مفهوم يتعلق بتعدد القوالب في جسم النظرية اللغوية، أي إن النظرية اللغوية التي تُعنى بوصف البنيات اللغوية وتفسيرها تقوم على تعدد الأنسقة أو تعدّد الأنظمة التي تنضوي تحت النظرية العامة. وهذا أمر جديد في التصوّر اللّساني . ويذهبُ النحو التوليدي إلى أن النظرية اللسانية العامة تخصص مجموعة من الأنحاء الممكنة لوصف اللغة، وهذه الأنحاء عبارة عن عدد من الأنساق الفرعية التي تتفاعل فيما بينها، فأما المكونات الفرعية للنحو فهي:
1- المعجم (lexicon)
2- التّركيب (Syntax)
3- المكوّن الصّواتي (Phonological Component)
4- المكوّن الدّلالي/المنطقي (Logical form)

وأما الأنساق الفرعية أو القوالب (Moduls) فهي:

1- نظرية العامل (Government theory)
2- نظرية الحالات الإعرابية (theory Case)
3- نظريّة العُقَد الفاصلة (theory bounding)
4- نظرية الربط الإحالي (theory binding)
5- نظرية المراقبة (theory Control)
فوصف ظاهرة لغوية ما يقتضي اللجوء إلى أنساق مختلفة من القواعد تضبطها مبادئ مختلفة وبسيطة، ولكنّ الواصف يحتاج إليها مجتمعةً. وقد دُعِيَ هذا الاتّجاه في تصوّر العلاقة بين مكوّنات النّظريّة اللغوية والطّريقة التي تعمل بها، بالقولبَة (Modularity)
وأريد أن أضيف–إلى مفهوم التعدّد التّعدّد في الملَكَة اللغوية، أي علاقة المَلَكة اللغوية ببقية الملكات الذهنية المتعدّدة، فالذهن مكون من مجموعة قوالب متفاعلة أثناء الإنجاز اللغوي ومن بينها:
- قالب النحو، وهو الجهاز الذي يصدر الجمل ويولّدها
- قالب التصورات والمفاهيم والاعتقادات التي يحملها الإنسان عن العالم
- القالب التداول الذي يضع الخطاب اللغوي في سياق المتكلم والمخاطب .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر في هذا المعنى:
N.CHOMSKY, Lectures On government and Binding, Dordrecht

اللسانيات واللغة العربية، نماذج تركيبية ودلالية، د.عبد القادر الفاسي الفهري، دار توبقال للنشر، البيضاء، ط.1، 1985، الجزء 1


العربية الباقية وأشهر لهجاتها

اللغة العربية الباقية هي التي ما نزال نستخدمها في الكتابة والتأليف والأدب وهي التي وصلتنا عن طريق الشعر الجاهلي والقرآن الكريم ، والسنة النبوية . والواقع أن الإسلام صادف - حين - ظهوره - لغة مثالية مصطفاة موحدة جديرة أن تكون أداة التعبير عند خاصة العرب لا عامتهم ، فزاد من شمول تلك الوحدة ،و قوى من أثرها بنزول قرآنه بلسان عربي مبين هو ذلك اللسان المثالي المصطفى.

وكان تحديه لخاصة العرب و بلغائهم أن يأتوا بمثله أو بآية من مثله، أدعى الى تثبيت تلك الوحدة اللغوية ، على حين دعا العامة الى تدبر آياته وفقهها وفهمها وأعانهم على ذلك بالتوسعة في القراءات ، ومراعاة اللهجات في أحرفه السبعة المشهورة .

والوحدة اللغوية التي صادفها الإسلام حين ظهوره ، وقواها قرآنه بعد نزوله لا تنفي ظاهرة تعدد اللهجات عمليا قبل الإسلام وبقاءها بعده بل من المؤكد أن عامة العرب لم يعودوا يتحدثون في أقاليمهم بتلك اللغة المثالية الموحدة وانما كانوا يعبرون بلهجاتهم الخاصة ، وتظهر على تعابيرهم صفات لهجاتهم وخصائص ألحانهم ، قال ابن هشام " كانت العرب ينشد بعضهم شعر بعض و كل يتكلم على مقتضى سجيته التي فطر عليها و من هنا كثرت الروايات في بعض الأبيات . و يبدو أن اللغويين الأقدمين لم يعرضوا اللهجات العربية القديمة في العصور المختلفة عرضا مفصلا يوقفنا على الخصائص التعبيرية والصوتية لهذه اللهجات لأنهم شغلوا عن ذلك باللغة الأدبية الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم و صيغت بها الآثار الأدبية في الجاهلية وصدر الإسلام ، وهم - بعدم توفرهم على دراسة هذا الموضوع دراسة دقيقة عميقة - كانوا يتخلصون من اختلاف اللهجات بالاعتراف بتساويها جميعا في جواز الاحتجاج بها بعد الاكتفاء بإشارات عابرة مبثوثة في كتب الرواية واللغة الى بعض تلك اللهجات فهذا ابن جني على عنايته بدقائق الدراسة اللغوية لا يتردد في " خصائصه " في عقد فصل خاص حول ما سماه اختلاف اللغات وكلها حجة و هو يقصد باللغات (اللهجات)العربية المختلفة وعلى جواز الاحتجاج بها جميعا ، ولو كانت خصائص بعضها أكثر شيوعا من خصائص بعضها الآخر فيقول : الا أن إنسانا لو استعملها لم يكن مخطئا لكلام العرب لكنه يكون مخطئا لأجود اللغتين ، فأما إن احتاج الى ذلك في شعر أو سجع فانه مقبول منه غير منعي عليه وكذلك أن يقول " على قياس من لغته كذا كذا ويقول : على مذهب من قال كذا كذا وكيف تصرفت الحال فالناطق على القياس لغة من لغات العرب مصيب غير مخطئ وإن كان غير ما جاء به خيرا منه " . و من يعترف بأن اللغات كلها حجة لا يتعذر عليه أن يتصور اجتماع لغتين فصاعدا في كلام الفصيح فحين قال الشاعر :

فظلت لدى البيت أخيلهو
و مطواي مشتاقان له أرقان


لم يكن عسيرا على ابن جني أن يرى في اثبات الواو في " أخيلهو " و تسكين الهاء في قوله " له" لغة جديدة انضمت الى لغة الشاعر الفصيح ، فليس اسكان الهاء في " له " عن حذف لحق بالكلمة لكن ذاك لغة .

- من الانحراف الشخصي الى العرف الاجتماعي :

ومثل هذا الفصيح الذي يجتمع في كلامه لغتان فصاعدا ينصح ابن جني بتأمل كلامه ، :" فان كانت اللفظتان في كلامه متساويتين في الآستعمال . كثرتهما واحدة فان أخلق الأمر به أن تكون قبيلته تواضعت في ذلك المعنى على تينك اللفظتين لأن العرب قد تفعل ذلك للحاجة اليه في أوزان أشعارها و سعة تصرف أقوالها " .

وهكذا ينقل ابن جني تنوع الاستعمال من الفرد الى القبيلة أو قل من الانحراف الشخصي الى العرف الاجتماعي تهربا من الاعتراف بشذوذ الفرد ما دام فصيحا !!
وهذا التهرب واضح في دفاع ابن جني عن الفصيح حين تكون احدى اللفظتين أكثر في كلامه من صاحبتها ، فهو يرى حينئذ أن التي كانت أقل استعمالا " انما قلت في استعماله لضعفها في نفسه وشذوذها عن قياسه ، و ان كانت جميعا لغتين له ولقبيلته " ويستشهد على ذلك بحكاية أبي العباس عن عمارة قراءته " ولا الليل (بضم اللام ) سابق (بضم القاف ) النهار (بفتح الراء ) وأن أبا العباس قال له : ما أردت ؟ فقال : أردت سابق النهار (بضم القاف ) النهار (بفتح الراء ) ، فعجب أبو العباس لما لم يقرأه عمارة على ما أراده فقال له : فهلا قلته ؟ فقال عمارة : لو قلته لكان أوزن : أي أقوى !

- تساوي اللغتين الأقوى و الأضعف في كلام الفصحاء :

والنتيجة المنطقية لهذه المقدمات أن تتساوى اللغتان القوية والضعيفة في كلام الفصحاء ، فهم قد يتكلمون بما غيره عندهم أقوى منه وذلك لاستخفافهم الأضعف اذ لولا ذلك لكان الأقوى أحق و أحرى فلا ضير.

اذن أن يقول الشخص الواحد في المسمى الواحد :رغوته ( بضم الراء) اللبن ورغوته (بفتح الراء) ورغوته ( بكسر الراء ) و رغاوته ( بضم الراء ) و رغايته ( بضم الراء ) فكلما كثرت الألفاظ على المعنى الواحد كان ذلك أولى بأن تكون لغات لجماعات اجتمعت لانسان واحد من هنا وهناك .

وأطرف من ذلك كله أن يخلص ابن جني الى تداخل اللغات و تركبها فيهتم بضعف النظر و قلة الفهم كل من يفسر هذا التداخل بالشذوذ ، او ينسبه الى الوضع في أصل اللغة ولا يتردد في الاحتجاج لثبوت تركب اللغات بحكاية يرويها عن الأصمعي أ نه قال : اختلف رجلان في الصقر . فقال أحدهما " الصقر " بالصاد و قال الآخر " السقر " بالسين ، فتراضيا بأول وارد عليهما فحكيا له ما هما فيه فقال : لا أقول كما قلتما ، انما هو " الزقر " ويعلق ابن جني على هذا بقوله " أفلا ترى الى كل واحد من الثلاثة ، كيف أفاد في هذه الحال الى لغته لغتين أخريين معها ؟ و هكذا تتداخل اللغات .

وابن فارس نظر الى هذا الموضوع أيضا من خلال المنظار نفسه فبعد أن ذكر صورا متباينة من اختلاف لغات العرب و صرح بأنها " كانت لقوم دون قوم " لم يرتب في تداولها على ألسنة العرب على ما كان في بعضها من اللغات الضعيفة " فانها لما انتشرت تعاورها كل فهل على أبي حيان من حرج بعد هذا اذا رأى أن كل ما كان لغة لقبيلة قيس عليه " ؟

خصائص اللهجات المتباينة و إقحامها على الفصحى


وعلى أساس تساوي جميع اللهجات العربية في جواز الاحتجاج بها ، لم تكن ثمة بواعث قوية تحمل القدامى على العناية باللهجات عناية خاصة ، فوقعوا في كثير من التناقض حين استنبطوا قواعدهم النحوية والصرفية من كل ما روي عن القبائل ، وأقحموا على الفصحى خصائص اللهجات المتباينة بوجوهها المتعددة ، " ولم يصدروا- كما قال سعيد الأفغاني - في تنسيق شواهدهم في خطة محكمة شاملة ، فأنت تجد في البحث من بحوثهم قواعد عدة . هذه تسند الى كلام رجل من قبيلة أسد. وتلك الى كلام رجل من تميم والثالثة الى كلمة لقرشي، و تجد على القاعدة تفريعا دعا إليه بيت لشاعر جاهلي و استثناء مبينا على شاهد واحد اضطر فيه الشاعر الى أن يركب الوعر حتى يستقيم له وزن البيت !!" .

ومنشأ هذا كله خلطهم بين اللغة الأدبية المثالية الموحدة التي هي لغة الخاصة وبين لهجات التخاطب العامة لدى القبائل الكثيرة المشهورة، على حين أن شرط اللغة هو الاطراد و التوحيد في الخصائص " وهو ما قاله ابن جني .

وتزداد الأمور تعقيدا بعد ذلك، فتدرس اللهجات في ضوء ما وضعه النحاة من القواعد والمقاييس ،ويحكم عليها- مع تنوع أصولها- من وجهة نظر واحدة هي مطابقتها أو مخالفتها لهاتيك القواعد ، كما فعل الهمذاني في كتابه "صفة جزيرة العرب ".



أشهر القبائل التي رويت لهجاتها : تميم ، طيء وهذيل :

الحق أن العرب ككل شعوب العالم كانوا قبل الإسلام وبعده منقسمين الى فئتين : فئة الخاصة التي كانت تتطلع الى صقل لغتها و تحسينها ، فتساموا في تعابيرها الى مستوى أرفع من مستوى التخاطب العادي .

وفئة العامة التي كانت تكتفي بحظ قليل من فصاحة القول وبلاغة التعبير وتمضي تبعا لتقاليدها الخاصة الى الاستقلال في صياغة جملها وتركيب مفرداتها و لحن أصواتها. و مما لا ريب فيه أن البيئة الحضرية في مكة والمدينة كانت بضرورة الحال تختلف لهجاتها عن لهجات البيئات البدوية المنعزلة التي لا تكاد تستقر على حال ، فمهما تكن اللغة العربية قد صقلت ، وتوحدت قبل الإسلام ، ومهما تكن وحدتها قد قويت وتمت بعد الإسلام لا يسعنا أن نتصورها إذ ذلك الا مؤلفة من وحدات لغوية مستقلة منعزلة متمثلة في قبائلها الكثيرة المتعددة على أن الكتب التي عرضت لتلك اللهجات كثيرا ما تغفل أسماء قبائل معينة تنسب إليها لهجة ما ، ومن خلال هذا العرض نستنتج أن أشهر القبائل التي تروى ، لها لهجات خاصة تختلف عن اللغة الأدبية المثالية اختلافا ذا بال هي : تميم و طيء و هذيل . وهي جميعا قبائل معروفة بالفصاحة ، بدوية ضاربة في أنحاء الصحراء .

ومع كثرة من ينتمي الى هذه القبائل من الشعراء يلاحظ أن أحدا من رجال الطبقة الأولى لم ينسب اليها من الجاهليين ، لا يروى عنهم الا النزر اليسير.
فمن التميميين أوس بن حجر ، وسلامة بن جندل وعلقمة بن عبدة ، وعدي بن زيد وعمرو بن الأهتم والبراق بن روحان و الأسود بن يعفر.
ومن الطائيين: حاتم الطائي ،و أبو زبيد الطائي ، واياس بن قبيصة .
ومن الهذليين: بو ذؤيب الهذلي ، وعامر بن حليس ، وخويلد بن خالد .

ومن اللهجات العربية الباقية مجموعتان رئيستان عظيمتان ، احداهما حجازية غربية ، أو كما تسمى أحيانا " قرشية " والأخرى "نجدية شرقية " أو كما تدعى أحيانا " تميمية " فهذه القسمة الثنائية الرئيسة للهجات العربية الباقية هي الحد الأدنى لتلك المجموعة الواسعة من الوحدات اللغوية المنعزلة المستقلة ، و ليستحيلن علينا بدون هذه القسمة أن نعلل تعليلا علميا صحيحا وجود تعلم و ونعلم بكسر حرف المضارعة الى جانب تعلم ونعلم بفتح حرف المضارعة .... وأمثال ذلك أكثر مما نتصور والخلاف حوله في أصلي لهجتي قريش وتميم أوسع نطاقا مما نقدر أو نستشعر. وسنرى أن لهجة قريش التي جعلتها العوامل السياسية و الدينية والاجتماعية و الاقتصادية اللغة العربية الفصحى المقصودة عند الاطلاق ، لم تكن في جميع الحالات أ قوى قياسا من لهجة تميم ، بل كثيرا ما تفوقها في بعض ذلك تميم ولكنها أي -القرشية- باعتراف من جميع القبائل وبطواعية واختيار من مختلف لهجاتها، كانت أغزرها مادة ، وأرقاها أسلوبا ، وأغناها ثروة وأقدرها على التعبير الجديد الدقيق الأنيق في أفانين القول المختلفة ،فقد ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم وكشكشة ربيعة , كسكسة هوازن ، وتضجع قيس ، وعجرفية ضبة و تلتلة بهراء . ولقد أكد الفراء صفاء لغة قريش و أوضح أسرار ذلك الصفاء بقوله " كانت العرب تحضر الموسم في كل عام وتحج البيت في الجاهلية وقريش يسمعون لغات العرب، فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به ، فصاروا أفصح العرب و خلت لغتهم من مستبشع اللغات ومستقبح الألفاظ ، لذلك اصطنعت قريش وحدها في الكتابة
والتأليف والشعر والخطابة ، فكان الشاعر من غير قريش يتحاشى خصائص لهجته ،ويتجنب صفاتها الخاصة في بناء الكلمة ، وإخراج الحروف وتركيب الجملة، ليتحدث إلى الناس بلغة ألفوها وتواضعوا عليها وأن أسهمت عوامل كثيرة في تهذيبها وصقلها . وفي كتب اللغة اشارات الى بعض المذموم من لهجات العرب من ذلك الكشكشة ، وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شينا . فيقولون رأيتكش ، وبكش و عليكش ، فمنهم من يثبتها حالة الوقف فقط، وهو الأشهر ، ومنهم من يثبتها في الوصل أيضا ، ومنهم من يجعلها مكان الكاف , يكسرها في الوصل و يسكنها في الوقف . فيقول : منش وعليش ، وفي ذلك أنشد قائلهم :

فعيناش عيناها ، وجيدش جيدها ولو نش ، الا أنها غير عاطل

ومن ذلك الفحفحة في لغة هذيل ، يجعلون الحاء عينا .
ومن ذلك الطمطمانية في لغة حمير كقولهم : طاب امهواء ، أي طاب الهواء .
ومن ذلك العجعجة في لغة قضاعة ، يجعلون الياء المشددة جيما يقولون في تميمي : تميمج .

وقال أبو عمرو بن العلاء قلت لرجل من بني حنظلة : ممن أنت ! قال فقميج فقلت . من أيهم ؟ قال مرج أراد فقيمي ومري . ولذلك اشتهر ابدال الياء جيما مطلقا في لغة فقيم حتى أنشد شاعرهم :

خالي عويف وأبو علج .. المطعمان اللحم بالعشج و بالغداة فلق البرنج

ومن ذلك شنشنة اليمن، تجعل الكاف شينا مطلقا كلبيش اللهم لبيش، أي لبيك
والخلخانية : أعراب عمان كقولهم : مشا الله كان أي ما شاء الله كان .
وعنعنة تميم : تقول في موضع أن : عن . أنشد ذو الرمة :

أعن ترسمت من خرقاء منزلة .

فلو أن شاعرا ضمن شعره شيئا من كشكشة ربيعة أو طمطمانية حمير أو عجعجة قضاعة ، وغدا ينشده في بعض أسواق العرب ، لغلبوه على أمره بالمكاء والتصدية ، ولصيروه أضحوكة من التهكم به والتندر عليه .
ولكي تتصور مثل هذا الموقف تخيل رجلا يكشكش الكافات في قول امرؤ القيس من معلقته :

أغرش مني أن حبتش قاتلي
وأنش مهما تأمري القلب بفعل


وتخيل رجلا آخر يطمطم لامات التعريف فيسأل الرسول العربي صلى الله عليه وسلم : هل من امبر امصيام في امسفر ؟ فيجيبه " ليس من امبر امصيام في امسفر" . ثم تخيل رجلا ثالثا يعجعج الياءات المسبوقة بالعينات فيقول ( الراعج خرج معج ) بدلا من ( الراعي خرج معي ) .

فلا غرو بعد هذا كله اذا نزل القرآن بلغة العرب المثالية وبارك توحدها وسما بها الى الذروة العليا من الكمال بعد أن كانت لهجة محدودة لاحدى قبائل العرب ، ولا عجب اذا اقتصر على تحدي خاصة العرب االقادرين على التعبير بتلك اللغة الموحدة . ثم لا غرابة أخيرا اذا تعددت وجوه قراءته تخفيفا على القبائل لمعضلة تباين اللهجات



نص تطبيقي حول اللهجات العربية :


قال ابن جني في باب اختلاف اللغات وكلها حجة : " اعلم أن سعة القياس يتيح لهم ذلك ، ولا تحظره عليهم ، ألا ترى أن لغة التميميين في ترك اعمال "ما"، يقبلها القياس و لغة الحجازيين في اعمالها كذلك، لأن لكل واحد من القومين ضربا من القياس يؤخذ به، ويخلد الى مثله ... هذا حكم اللغتين اذا كانتا في الاستعمال والقياس متدانيتين متراسلتين أو كالمتراسلتين ... حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم، وكشكشة ربيعة أو كسكسة هوازن، وتضجع قيس وعجرفية ضبة، وتلتلة بهراء، فأما عنعنة تميم فان تميم تقول في موضع أن عن ... وأما تلتلة بهراء فانهم يقولون تعلمون وتفعلون وتصنعون بكسر أوائل الحروف ... "
الخصائص ج 2


تحليل النص :

1- نلاحظ مما نقله لنا ابن جني أن من بين لغات العرب نجد لغة تميم ولغة أهل الحجاز وقريش وربيعة وهوازن وقيس ... فهي لغات لقبائل عربية معروفة عاشت في الجزيرة العربية في عهد الفصاحة اللغوية .

2- إن هذه اللغات هي استعمالات لغوية ( لهجات) تفرعت عن استعمالات لغوية أصلية ، مثلا : الأصل في الفعل المضارع المشتق من الفعل الماضي المجرد على وزن فعل (بكسر العين ) أن يكون الحرف الأول فيه مفتوحا ، مثلا: علم (بفتح أوله وكسر ثانيه ) ، يعلم (بفتح عين الفعل أي اللام ) . وهذا الاستعمال اللغوي الأصلي كان شائعا في لغة أهل الحجاز والدليل على أنه أصل ، أن فتح حروف المضارعة مستعمل في جميع الأفعال المضارعة فيما ماضيه فعل ( بكسر العين ) وفيما ماضيه غير فعل( بكسر العين ) .

والاستعمال المتفرع عن هذا الأصل (1) هو كسر أوائل الأفعال المضارعة ويظهر في آخر هذا النص المدروس : " وأما تلتلة بهراء فانهم يقولون ... الحروف".

ونعني بالاستعمال المتفرع الأخذ من الأصل وهو تنوع لهجي قريب منه ، مثلا نجد تعلم ونعلم بكسر حرف المضارعة الى جانب نعلم بفتح عين المضارعة .

3 - إن الاختلافات في االلهجات العربية لا تغير المعنى، فاذا قيل : تعلم
(بفتح حرف المضارعة) أو قيل تعلم( بكسرحرف المضارعة، فالمعنى واحد. والخلاصة أن ما كان يسميه النحاة العرب الأولون مثل : الخليل بن أحمد وسيبويه وأبي علي الفارسي وابن جني، بلغات العرب ماهو الا اختلافات لهجية وتنوع في أداء بعض العناصر اللغوية وهو لا يغير المعنى. وأن لغات العرب أي اللهجات ليست سوى وجوه وكيفيات من الأداء اللغوي الفصيح تميزت بها قبيلة أو بعض الأفراد عن غيرهم .

ولهجات العرب كلها فصيحة يستشهد بها ويحتج بها في استخلاص و استنباط قواعد اللغة .

(1) الأصل والفرع مفهومان رياضيان و قد بني النحو العربي كله عليهما ، وميز النحاة العرب : الأصول عن الفروع فحددوا الأصل على أنه العنصر الثابت المستمر الذي لا يتغير والفرع هو الأصل مع الزيادة ، ويظهر التنوع في أداء اللهجات أما :

- في مستوى الحروف :
وذلك مثل عنعنة تميم : الذين كانو يقلبون الهمزة في بعض كلامهم عينا فينطقون مثلا (عن) عوض( أن) .وهذا النطق موجود الى يومنا .

- في مستوى الصيغ :
كجمع فعلة ( المعتلة والساكنة العين ) على فعلات (بفتح العين ) في لغة هذيل ، فقالوا في جوزة و بيضة : جوزات وبيضات .
بينما كره أكثر العرب أن يحركوا العين هنا ، لأن الواو والياء اذا حركتا
وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفين . وأما هذيل فتعتبر الفتحة عارضة ، لأنها لا تأتي في جميع المواضع وجميع الحالات .

في مستوى التراكيب :
كإعمال الحجازيين لـ "ما" النافية ، وقد شبهوها ب" ليس" فقالوا : ما عبد الله أخاك ، وما زيد منطلقا . بينما بنو تميم لا يعملونها.

نستنتج مما ذكر أنه ليس بين لهجات العرب اختلافات شديدة تمنع التفاهم بين القبائل




الدرس الثالث::
قضايا اللسانيات التّداوليّة (Pragmatic Linguistics)



اشتغلت التداوليات بمجموعة من الإشكالات والقضايا التي تعدّ من صميم موضوعها، مثل: ماذا نفعل عندما نتكلم؟ ماذا نقول عندما نتكلم؟ من يتكلم؟ ومَن يُكلّم المتكلّمُ؟ ولماذا يتكلم على هذا النّحو؟ كيف يمكن أن يُخالِفَ كلامُنا مقاصِدَنا؟ ما هي أوجه الاستخدام الممكنة للغة؟...
أجابت التداوليات عن هذه الأسئلة بطريقة تتناسبُ والطابعَ المتجدد لهذا الحقل اللساني باعتباره حقلا يعيد النظر في المبادىء التي تتأسس عليها الأبحاث اللسانية السابقة، وهي:
- أولوية الاستعمال الوصفي والتمثيلي للغة.
- أولوية النسق والبنية على الاستعمال.
- أولوية القدرة على الإنجاز.
- أولوية اللسان على الكلام
Armengaud, Françoise, La pragmatique, Que-sais-je?,
PUF, 1985, p:7

من هذا المنطلق، يمكن القول إن التداوليات حقل لساني يهتم بالبعد الاستعمالي أو الإنجازي للكلام ويأخذ بعين الاعتبار المتكلم والسياق.

أما المعنى التّداولي أو المعنى البراغماتي :
فهو المعنى الذي يتعلّق بوظيفة الكلام، وهي الرّبط بين بنية اللسان الطّبيعيّ ووظيفتِه الأساس، هذه الوظيفة الأساس هي التّواصل داخل مجموعة لغويّة محدّدة، واللسانيات التداولية تدرس علاقات البنية اللغوية بالمتكلم والمُخاطَب. أي المعاني التي تدور في فَلَكِ الحوار ودائرة المُحادَثات أو التّواصُل الكلاميّ بين أطرافِ الكلام.
إنّ اللسانيات التّداولية تركّزعلى البعد العملي للمعنى أي معنى المحاورة بين أطراف الكلام.
وتعمل التداوليات بحكم كونها لسانيات ذات اهتمامات عمليّة براغماتيّة، على وصف فعل المحادثة وتفسيرها؛ مستخدمةً في ذلك مجموعة من المبادئ والمفاهيم الوصفية، كمبدإ التعاون ومبدإ الاحترام ، وغيرها من المبادئ التي تضبط سير المحادثات بين المتكلِّمين

معجم التعابير الاصطلاحية في العربية المعاصرة*
مدخل:

التعابير الاصطلاحية (Idioms) ظاهرة معجمية موجودة في كل اللغات الطبيعية ، وإن اختلفت درجة الوعي بهذه الظاهرة ، وتفاوتت درجات العناية بها: درسا وتحليلا وتوثيقا لها في معاجم تلك اللغات.

ويمكن تعريف التعبير الاصطلاحي بأنه : تجمع لفظي (أكثر من وحدة معجمية بسيطة) ، يقع في الاستعمال اللغوي باطراد، وله دلالة ثابتة لا تنتج من تجميع دلالات مفرداته المكونة له.

لذا فإن التعبير الاصطلاحي ، باعتباره ذا دلالة لا يمكن استنتاجها من خلال مفرداته ، يُعَدّ في العمل المعجمي الحديث وحدة معجمية. و يخصص له في المعجمات العامة مداخل فرعية ، كما تفرد له معظم اللغات الحية معاجم مستقلة ، يخصص له فيها المداخل الرئيسية.

واللغة العربية – التراثية والحديثة – تزخر بالتعابير الاصطلاحية ، وكان اهتمام المعجميين العرب بها بوصفها عبارات أو تراكيب تقع فيها الكلمة (المفردة) ، وظلت هذه النظرة التي ترى مركزية الوحدة المعجمية المفردة متحكمة في طريقة عرض التعابير الاصطلاحية في المعجم العام جمعا لمادتها، وإدراجا في بناء المعجم، وتحريرا وإخراجا طباعيا.

وفي العصر الحديث – ونتيجة للاحتكاك بالفكر اللغوي الغربي ، والصناعة المعجمية الغربية – برز اهتمام بالتعبير الاصطلاحي: تحديدا للمفهوم والمصطلح ، ثم بدأ الاهتمام بالتأليف فيه ، فظهر ثلاثة من معاجم التعابير الاصطلاحية، في الفترة الزمنية بين 1987 ، 2003

أهداف المعجم:

1. تغطية التعابيرالاصطلاحية الموجودة في العربية الحديثة.
2. المعالجة المعجمية الموسعة للتعابير الاصطلاحية.
3. خدمة الترجمة البشرية وبرامج الترجمة الآلية.

طبيعة المعجم / تصنيفه:

معجم مختص للتعابير الاصطلاحية في العربية الحديثة والمعاصرة ، أحادي اللغة ، مبني على مدوَّنة نصوص موسعة ( Corpus based )، يضم ما يقرب من 4000 تعبير اصطلاحي.

مادته:

بنيت مادة المعجم من خلال مدونة نصوص لغوية تمثل اللغة العربية الحديثة والمعاصرة في مجالات مختلفة : [ الأدب باختلاف أجناسه : ( روايات وقصص ومسرحيات عربية و مترجمة للناشئين والكبار) – فنون – علوم - رياضة – اجتماعيات – سياسة – اقتصاد- دوريات علمية ، ومجلات أدبية ونقدية، وسياسية ، وتربوية ، واجتماعية ، وثقافية فكرية، ونسائية ، تصدر في كل من مصر والكويت والإمارات والسعودية وسوريا ولبنان ولندن..إلخ ].

حجم المعجم:

يصل حجم المعجم إلى حوالي 500 صفحة .

بنية المعجم:

- البنية الكبرى:
قائمة مبنينة بالتعابيرالاصطلاحية في العربية الحديثة، كما أظهرتها مدونة النصوص.

- البنية الصغرى:
وتعرض فيها المعلومات الآتية لكل مدخل معجمي:
1. المدخل : التعبير وتنوعاته (Entry).
2. الشرح أو التعريف.
3. الأمثلة والاقتباسات من المدونة الحية (Corpus based).
4. المعلومات الصرفية (اشتقاقية وتصريفية).
5. المعلومات النحوية (تركيبية وإعرابية).
6. معلومات الاستعمال.
7. المعلومات التأثيلية ( Etymological information).
8. معلومات الهجاء.

الجديد في هذا المعجم:

* على المستوى التنظيري
1. تدقيق المفهوم ووضع معايير تحديد التعبير الاصطلاحي، وتحديد التنوعات الشكلية للتعبير الواحد.
2. بناء مدونة النصوص اللغوية وطرائق التحليل.

* على مستوى تقنيات الصناعة المعجمية
1. تقنيات جمع المادة:
- بالاعتماد – اعتمادا أساسيا – على مدونة نصوص طبيعية ، وعدم النقل عن المصادر المعجمية السابقة ، وإنما تنحصر الاستعانة بها في التوثيق.
- الاستعانة في الجمع اليدوي للمادة بمجموعة من الباحثين ، ( من طلبة الماجستير والدكتوراه).
2. تقنيات البناء:
- رُتِّبَت البنية الكبرى للمعجم حسب الترتيب الألفبائي لحروف التعبير كاملا ؛ باعتباره الوحدة المعجمية.
- تم الربط بين تنوعات التعبير الواحد عن طريق الإحالات المعترضة Cross references.
- حرصت الباحثة على إحكام بنية المعجم على المستوى الدلالي بالربط بين الحقول الدلالية، وتجلية العلاقات الدلالية بين التعابير.
3. تقنيات التحرير:
- توخي البساطة في شرح التعابير، وتنويع وسائل الشرح.
- تقديم معلومات موسعة نسبيا عن التعابير: تأثيلها واستعمالها.
4. تقنيات الإخراج الطباعي:
- تتميم ضبط متن المعجم ، عن طريق ضبط كل كلماته ضبطا كاملا بالشكل.
- محاولة ضبط البنية على مستوى الإخراج الطباعي ، بتنميط طرق التعامل مع الأشباه والنظائر.

المستهدَفون من المعجم / المستفيدون منه:

1. ابن اللغة.
2. متعلم اللغة من غير أبنائها.
3. برامج معالجة اللغات الطبيعية (قواعد البيانات المعجمية – برامج الترجمة الآلية).

مشكلات المحاولات السابقة:

1. عدم تحدد المفهوم في ذهن صانعي معظم هذه المعاجم تحددا كاملا؛ مما أدى إلى الخلط بين التعابير الاصطلاحية وظواهر لغوية أخرى: ( بقية التجمعات اللفظية مثل الوحدة المعجمية المركبة، والمصطلحات متعددة الكلمات...إلخ ).
2. ضعف الاستيعاب ؛ لاعتماد معظمها على تقليدية المقاربة.
3.فوضى تقنيات المعالجة.
4. الخلط بين التنوعات المختلفة للتعبير الواحد ، ومعاملتها في كثير من الأحوال باعتبارها تعابير مختلفة ، وهو ما يؤثر في تمثيل المعجم.
5. غياب الصياغة البنيوية للمعجم.
6. النقل والتقليد.

فريق العمل:

ـ قامت الباحثة بإعداد فريق عمل عدده 15 باحثا ، اشترك في الجمع اليدوي لمادة المعجم ، بعد تدريب أفراده على تمييز التعابير الاصطلاحية من خلال ورش العمل ، وتكليفهم برصد التعابير، وتحديد مواضعها في المدونة ، وكتابة الجمل التي وردت فيها هذه التعابير على نماذج خاصة مطبوعة أعدتها لهذا الغرض.

ـ واشتركت الباحثة مع أفراد هذا الفريق في جمع مادة المعجم يدويا على مدى أربع سنوات، ثم قامت بمراجعة المادة التي جمعها الباحثون ؛ لتدقيقها ، وحذف ما لا يندرج في إطار التعابير الاصطلاحية. واختيار الأمثلة التي توضح السياقات التي يستعمل فيها كل تعبير اصطلاحي ، ثم بدأت في تحرير مادة المعجم.

ـ وفي مراحل التدقيق أضافت ما يفيد في توضيح المعنى، بشرح الكلمات الصعبة أو الغامضة ، وتحديد خصوصية استعمال التعبير: إن كان مختصا بالأشخاص أو غيرهم ، أو مرتبطا بصيغ صرفية أو نحوية بعينها. كما رصدت معلومات الاستعمال ، والتأثيل ، والإحالات ... الخ.

ـ حين وجدت للتعبير أكثر من معنى رصدت كلا من هذه المعاني، وأتبعته بالأمثلة التي توضح السياق الذي يستعمل فيه.

ـ وحين وجدت الباحثة بالمدونة بعض التعابير الاصطلاحية المعاصرة من اللهجات العامية ، حرصت على تحديد مواضع هذه التعابير في المدونة، بالإشارة إلى صفحات الكتب والمطبوعات التي جمعت منها المادة.

والمعجم يعد إضافة للمعاجم العربية ، في مجال التعبير الاصطلاحي ، الذي يندر فيه المعاجم العربية ، التي تتبع التقنيات الحديثة للعمل المعجمي ، فضلا عن المعاجم التي ترصد مادتها من خلال مدونة حية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morjan.ahlamontada.com
سامي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
سامي


عدد المساهمات : 1236
نقاط : 3610
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : الجلفة

دروس في اللسانيات الحديثة Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في اللسانيات الحديثة   دروس في اللسانيات الحديثة I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 5:33 pm

الدراسات اللغوية العربية النشأة والمراحل


- 1 - أسباب قيام الدراسات اللغوية العربية
-2 - المراحل : أ - مرحلة تمهيدية
ب - جمع المعطيات اللغوية
جـ- الوصف والتحليل واستنباط القواعد
د - الدراسة المتخصصة ( المدارس النحوية )
هـ - الدراسة الوظيفية (عبد القاهر الجرجاني )


لم يكن العرب أول من درسوا لغتهم بهدف وضع القواعد لصيانة الألسنة من الخطأ واللحن . فقد سبق الى ذلك شعوب كثيرة منها الهنود والعبرانيون والاغريق وغيرهم . وكانت الكتب المقدسة والديانات والمعتقدات الدينية دائما هي العامل الأساسي في انطلاق تلك الدراسات ، وهذا ماكان بالنسبة للدراسات اللغوية العربية بالاضافة الى أسباب وعوامل أخرى .

- أسباب نشأة الدراسات اللغوية العربية:

يتفق معظم الدارسين على أن العرب في الجاهلية كانوا يتكلمون لغتهم بالسليقة ولم يكونوا بحاجة الى قواعد لغوية ،مع وجود بعض الاستثناءات التي لم تكن تشكل خطرا على اللغة علما أن الخطأ واللحن والانحراف اللغوي كان من العيوب التي قد لا تغتفر .
فقد جاء الاسلام ونزل القرآن الكريم في المستوى الأعلى من البلاغة والفصاحة(بلسان عربي مبين) أي باللغة المشتركة أو ما يسمى الآن بالفصحى ، التي يرى بعضهم أنها لهجة قريش التي كان لها من العوامل والظروف ما جعلها اللهجة الأرقى التي تبناها العرب وجعلوها لغتهم الرسمية التي يتعاملون بها على الصعيد الرسمي والمناسبات الأدبية والمواسم. وقد كان ما جاءنا من الشعر الجاهلي كله بهذه اللغة المشتركة مع اشارات الى بعض اللهجات العربية الخاصة التي ظهرت أيضا باللغات العربية المسموح بها (الجائزة ) .

هذا وقد ظل الأمر كذلك بعد مجيء الإسلام ، اذ أن السليقة لم تزل قاسما مشتركا بين العرب الذين دخلوا تحت راية هذا الدين ، وتوحدوا تحت لوائه وعزز القرآن وحدتهم اللغوية ، ولم تكن الدروس اللغوية الا ملاحظات عابرة تصحح بها بعض الأخطاء ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة الملازمين يتلون القرآن الكريم كما أنزل فيتبعهم في ذلك المسلمون حفظا وتلاوة . لكن الأمر لم يبق على هذه الحال لأن الاسلام جاء وبأمر من الله الى الناس كافة ، وكان لا بد أن ينطلق العرب المسلمون بهذه الأمانة لتبليغها للناس خارج حدود الجزيرة العربية . وقد أيدهم الله بالنصر وفتح على الاسلام والمسلمين ، فدخلت الأمم والشعوب في هذا الدين ، الذي كانت اللغة العربية لغته الرسمية ولغة دستوره(القرآن الكريم) .

وكان لا بد للمسلمين غير العرب من تعلم هذه اللغة أو الالمام بها ، لا سيما أن بعض شعائر الاسلام لا بد أن تؤدى باللغة العربية ، وأن تلاوة القرآن عبادة يتقرب بها المسلم الى ربه.

زيادة عن العلاقات الاجتماعية التي جعلت المسلمين على اختلاف أجناسهم امة واحدة يختلطون ويتعاملون .فلا بد من لسان يساعدهم على تمتين الروابط بينهم ، وقد كان اللسان العربي - بلا شك - هو المثل الأعلى وكان العرب المسلمون هم القدوة . ولكن أ من السهل محاكاة العرب ومجاراتهم في لغتهم لكل من دخل الاسلام ؟ وهل يمكن للعرب ألا يتأثروا بلغات تلك الأمم ورطاناتها ؟

بدأت السليقة تضعف وبدأت آثار الاختلاط تظهر سلبا على العربية ، وبدأ اللحن يتفشى ليس على ألسنة غير العرب فحسب ، بل وعلى ألسنة العرب أنفسهم ، حتى الخاصة منهم . ووصل الأمر- كما تذكر بعض الروايات الى تلاوة القرآن الكريم وعلى لسان بعض المقرئين ،مما أدى الى الاستنكار ورفع القضية الى الخليفة لتدارك الأمر .
وهكذا كانت الفتوحات الاسلامية وتوسع الحدود عاملا وسببا في شيوع اللحن وكان شيوع اللحن من الأسباب التي دفعت الى نشأة الدراسات اللغوية العربية. ولا شك أن العامل الديني كان العامل المركزي ، فالخوف على لغة القرآن - وليس على القرآن نفسه كما يذكر على بعض الألسنة - دفع الغيورين للقيام بعمل يصون الألسنة من الزلل والانحراف .

ولذا يمكن أن نسجل العوامل والأسباب كما يلي :

1- العامل الديني : للمحافظة على فهم القرآن وحسن تلاوته و استخراج الأحكام الشرعية .
ويرتبط بهذا العامل أسباب الخوف من فساد الألسنة بسبب :
أ- توسع الحدود بعد الفتوحات الاسلامية و نتج عنه :
ب - الاختلاط وتأثر العربية بغيرها من اللغات ( الألسن )
2 - هناك من يرى بوجود عامل آخر ، هو العامل القومي ويتمثل في حب العرب للغتهم و غيرتهم عليها .
3 - عامل فكري حضاري ، وهو ارتقاء التفكير عند العرب بسبب حضارية الدين الاسلامي و دعوته الى العلم بالاضافة الى الاحتكاك الفكري بالأمم الأخرى .
4 - وقد نضيف عامل الظروف العامة من حب خدمة الدين وهو بمثابة الجهاد وربما بعض الفراغ لخلو الحياة من بعض التعقيدات المعاصرة .

وهكذا تضافرت كل هذه العوامل وغيرها لقيام مشروع دراسة العربية ووضع قواعدها وقد مر ذلك بمراحل يمكن ايجازها فيما يلي :


1- المرحلة التمهيدية : وكانت مرتبطة بالقرآن الكريم لضبط تلاوته ضبطا نحويا صحيحا ، لأن الخطأالنحوي قد يغير من مدلول الآيات حتى يصل بذلك الى المحظور ، مثال ذلك ما ورد من قراءة بعض القراء " ان الله بريء من المشركين ورسوله " بكسر لام رسوله بدلا من رفعها .

ويعد أبو الأسود الدؤلي المتوفى( 69 هـ) علم هذه المرحلة ، بل يقال:إنه أول من وضع علم النحو ، وكان ذلك عندما قام بضبط المصحف الشريف بوضع ما يسمى بنقاط الاعراب على أواخر الكلم لبيان وظيفتها النحوية ، حيث أتى بكاتب من بني عبد القيس وقال له: نظر الى شفتي وأنا أقرأ فان فتحت شفتي فضع نقطة فوق الحرف ، وان كسرت فضع نقطة تحت الحرف ،وان ضممت فضع نقطة بجانب الحرف وان أتبعت ذلك غنة (ويريد بذلك التنوين) فضع نقطتين بدل النقطة ، وهكذا عمل معه من بداية المصحف حتى نهايته ويقال إن نقاط الاعراب هذه التي تدل على الحركات ظلت حتى جاء الخليل فاستبدل بها حركات الاعراب الحالية : الفتحة والضمة والكسرة (1).

الدراسة الوصفية التحليلية الشاملة :
المرحلة الأولى : وتتمثل في جمع المعطيات اللغوية ، فبالاضافة الى القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة والشعر العربي ، كانت هناك اللغة والألفاظ التي يستعملها العرب أو الأعراب الذين يعتقد أن لغتهم لم تزل صحيحة لبعدهم عن أماكن الاختلاط وتحصنهم في قلب الصحراء ، لذلك فقد حددت الأماكن2)) والقبائل التي يمكن الأخذ عنها والاطمئنان الى لغتها مثل قيس وتميم و أسد و بعض كنانة وهذيل وبعض الطائيين .

فقد ارتحل علماء اللغة الى قلب الصحراء يستمعون الى الأعراب ويسجلون لغتهم بطريقة السؤال المباشر وغير المباشر .
وربما انعكست هذه الرحلات اللغوية فيما بعد فصار الموردون من الأعراب يفدون الى الحواضر ويقدمون بضاعتهم من اللغة والألفاظ الى المهتمين .
وهكذا تشكلت لدى العلماء ثروة هائلة من المعطيات اللغوية الصالحة للدراسة.

المرحلة الثانية : وهي مرحلة التصنيف والتبويب ، فقد كانت المعطيات اللغوية قد جمعت في كثير من الأحيان بطريقة عشوائية ، فتم جمعها وتنظيمها في مجموعات (رسائل) حسب الموضوعات فكانت كتب مثل: كتاب الابل ، وكتاب الخيل ، والنبات وغير ذلك ... ثم كان فيما بعد جمع عام للألفاظ العربية ( المعاجم العامة ) كمعجم الخليل .
وقبل دراسة المعطيات اللغوية تم تصنيفها بطريقة أخرى ، يمكن أن تسمى شكلية أو نحوية ، فكانت قوائم للأفعال ، وأخرى للأسماء ، وثالثة للحروف .

(1)أنظر المشجر المرفق الذي يبين أهم علماء العربية الأوائل .
(2)أنظر في آخر المحاضرة ملحقا يبين أهم القبائل التي أخذت عنها اللغة

المرحلة الثالثة : مرحلة الاستقراء والمقارنة واستنباط القواعد العامة للغة من خلال دراسة هذه المعطيات التي تمثل الطريقة التي كان عليها العرب في كلامهم ، من حيث الرفع والنصب والجر والوقف ، وكل ما يتعلق بالنحو بالمعنى العام .
ولا بد من الاشارة هنا الى أن الدراسة في هذه المرحلة كانت عامة و في كل الجوانب ، وكان تصنيف تلك المعطيات النحوية حسب البيئة اللغوية ، وليس حسب الزمن مثلا عندما جمعوا الأفعال الماضية جمعوا كل الأفعال المفتوحة الآخر .
وكانت القواعد المستخلصة أشبه بعلم اللغة العام ، ففيها النحو والصرف والبلاغة وغير ذلك .

المرحلة الرابعة : كل علم يبدأ عاما شاملا ثم يتجه نحو التخصيص ، وهذا ما كان بالنسبة للدراسات اللغوية العربية . فقد ازداد التعمق في الدراسات النحوية ، وحدث الخلاف في وجهات النظر ، نظرا لاختلاف اللهجات العربية ، ولشدة المنافسة بين العلماء ، فظهر ما يسمى بالمدارس النحوية

(1) وكان على رأسها مدرسة البصرة، التي تميزت بالاصرار على الاعتماد على ما جاء على ألسنة عرب الصحراء دون الحواضر وعدم الأخذ بالشواذ من الشواهد الفردية ، ثم انشقت عنها مدرسة الكوفة واختلفت عنها في المنهج فقبلت الشاذ وقاست عليه ،كما اعتدت بكل كلام العرب ، سواء كان من بدو الصحراء أو من الحواضر .

المرحلة الخامسة : في نهاية القرن الخامس الهجري اتخذت الدراسة اللغوية العربية منهجا جديدا وهو منهج الدراسة الوظيفية للغة ، وكان ذلك على يد الامام عبد القاهر الجرجاني الذي أعاد للدراسة اللغوية العربية روحها ، وأكد على ربط النحو بالبلاغة ، لأن للغة وظيفة أساسية هي الاتصال .

(1) سنقدم محاضرة خاصة حول المدارس النحوية .

القبائل التي أخذت عنها العربية هي :قيس ، تميم ، أسد ،هذيل ، بعض كنانة ، بعض الطائيين .
و لم يؤخذ من لخم وجذام لمجاورتهم القبط ن ولا من قضاعة وغسان و اياد لمجاورتهم أهل الشام و أكثرهم نصارى يقرؤون بالعبرانية.
(الفارابي في كتابه الألفاظ والحروف. عن المزهر ج/ 1 ص 211 - 212)
أما ترتيب القبائل حسب نصيبها من الألفاظ القرآنية فهو كما يلي :
قريش ، هذيل ، كنانة ، حمير ، جرهم ، تميم ، قيس عيلان ، أهل عمان وأزدشنوءة ، خثعم ، طيء ، مذحج وغسان ، بنو حنيفة ، حضرموت ، أشعر ، أغار ، خزاعة ، بنو عامر ، لخم ، كندة ، سبأ ، أهل اليمامة ، مزينة ، ثقيف ، العمالة ، سعد العشيرة .
( مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ج/ 68 سنة 1991 ص 155)
- مشجر يبين أهم علماء الدراسات اللغوية العربية حتى القرن الرابع الهجري -








نص تطبيقي حول نشأة الدراسات اللغوية العربية :


يقول شوقي ضيف : " فالأصل في كل علم أن تبدأ فيه نظرات متناثرة هنا وهناك ، ثم يتاح له من يصوغ هذه النظرات صياغة علمية تقوم على اتخاذ القواعد وما يطوى فيها من أقيسة وعلل ... ومعروف أنه لكي يصاغ علم صياغة دقيقة لا بد له من اطراد قواعده ، وأن تقوم على الاستقراء الدقيق ... وأما من حيث الاستقراء، فقد اشترطوا صحة المادة التي يشتقون منها قواعدهم ، ومن أجل ذلك رحلوا الى أعماق نجد ، وبوادي الحجاز وتهامة يجمعون تلك المادة من ينابيعها الصافية التي لم تفسدها الحضارة ، وبعبارة أخرى رحلوا الى القبائل المتبدية المحتفظة بملكة اللغة وسليقتها الصحيحة . وهي قبائل تميم وقيس وأسد وطيء وهذيل وبعض عشائر كنانة ... وأضافوا الى هذا الينبوع الأساسي ينبوعا بدويا زحف الى بلدتهم من بوادي نجد ، وهو نفر من الأعراب الكاتبين ، قدم الى البصرة واحترف تعليم شبابها الفصحى السليمة وأشعارها وأخبار أهلها ...
وكان القرآن الكريم وقراءاته مددا لا ينضب لقواعدهم ... وكانوا لا يحتجون بالحديث النبوي ولا يتخذونه إماما لشواهدهم وأمثلتهم لأنه لروي بالمعنى إذ لم يكتب ولم يدون الا في المائة الثانية للهجرة، ودخلت في روايته كثرة من الأعاجم " .


المدارس النحوية
التحليل :

يتحدث شوقي ضيف عن أهم المبادئ التي اعتمدها علماؤنا الأوائل - ابتداء من القرن الأول للهجرة - لتأسيس علوم اللغة العربية من نحو وصرف
و بلاغة ... إضافة الى أهم المصادر التي اعتمدوا عليها لجمع المادة اللغوية والتي تمثل الكلام العربي الفصيح.

أ- المبادئ :
- الفصاحة : إذ بقول : "... اشترطوا لصحة ... كنانة ".
فهو هنا يحدد لنا القبائل العربية التي أخذت عنها اللغة ،ويعود سبب هذا الانتقاء الى تصنيف القبائل العربية الى قبائل فصيحة يعتد بلغتها وقبائل غير فصيحة ، والقبائل الفصيحة تحمل في لغتها :صفاء المتن ، والبداوة ، نتيجة عدم مخالطتهم للأعاجم فهم عرب نشئوا وعاشوا في زمن الفصاحة العربية فبقوا على سليقتهم و تجافت ألسنتهم عن مخالفة الكلام الفصيح ويظهر ذلك في قول صاحب النص: "... رحلوا الى أعماق نجد ... وأخبار أهلها" .

عاش هؤلاء العرب الفصحاء في شبه الجزيرة العربية ، في قبائل حددها صاحب النص بقبائل نجد ، بوادي الحجاز ، تهامة ، تميم ، قيس ، أسد ، طيء ، هذيل ، بعض عشائر كنانة .

واستطاع أهل تلك البوادي أن يحافظوا على سلامة لغتهم وبيانها بفضل انعزالهم عن البيئات التي تحول فيها اللسان العربي .

وتحدد الفترة الزمنية للفصاحة اللغوية ابتداء من العصر الجاهلي الى القرن الرابع الهجري أي من زمن امرئ القيس الى زمن ابن جني .
الا أن الفترة الزمنية للفصاحة اللغوية انتهت بالنسبة للحواضر أي المدن بنهاية القرن الثاني للهجرة وبالنسبة للبوادي بنهاية القرن الرابع للهجرة

ب - المصادر :
1- القرآن الكريم : يقول عنه صاحب النص أنه :"مدد لا ينضب لقواعدهم "
فالقرآن الكريم كان أول مصدر اتجه إليه العلماء عند جمع اللغة لما فيه من مفردات و استعمالات كانت أصح مصدر لعلماء اللغة .

2 - سماع الأعراب في البادية : "وأضافوا الى هذا الينبوع الأساسي ... من الأعراب الذين وثقهم علماء البصرة " .
فالأعراب من أهم مصادر جمع اللغة، فكثيرا ما كان علماء اللغة يرحلون الى البادية ويمضون فيها الأعوام بين الأعراب ممن سلمت لغتهم فكانوا يسمعون هؤلاء جميعا: رجالا ونساء وغلمانا ويصغون لأحاديثهم في كل شأن من شؤونهم و يدونون ما يسمعون منهم .

أهم المدارس النحوية في الدراسات اللغوية العربية :
تميزت مرحلة الدراسة النحوية المتخصصة بظهور ما يسمى بالمدارس النحوية وأهمها :
- المدرسة البصرية
- المدرسة الكوفية
- المدرسة البغدادية

وهناك مدارس أخرى مثل :
- المدرسة المصرية
- المدرسة الأندلسية

أوائل النحاة :
بدأت نشأة علم النحو بالبصرة على يد آبي الدؤلي(ت 19 هـ ) وتوالت
طبقات النحويين البصريين طبقة بعد طبقة وبعد نشأة النحو ظهرت طبقات من النحويين ومن أهم هده الطبقات 1)

الطبقة الأولى : أعلامها :
- نصر بن عاصم
- عبد الرحمن بن هرمز ت 117 هـ
- عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي ت 117 هـ
- عنبسة الفيل
- يحي بن يعمر الليثي ت 129 هـ

الطبقة الثانية : أعلامها :
- عيسى بن عمر الثقفي ت 149 هـ
- أبو عمرو بن العلاء ت 154 هـ

الطبقة الثالثة : من أعلامها :
- الخليل بن أحمد ت 174 هـ أ170 هـ
- يونس بن حبيب ت 182 هـ

الطبقة الرابعة : من أعلامها :
- سيبويه وهو إمامها ت 180 هـ
- اليزيدي ت 202 هـ
- النضر بن شميل المازني ت 204 هـ
- قطرب ت 206 هـ

عن أخبار النحويين البصريين للقاضي أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ص5
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morjan.ahlamontada.com
سامي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
سامي


عدد المساهمات : 1236
نقاط : 3610
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : الجلفة

دروس في اللسانيات الحديثة Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في اللسانيات الحديثة   دروس في اللسانيات الحديثة I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 5:35 pm

مدرسة البصرة النحوية


ميزاتها :
تعد هده المدرسة واصفة النحو ابتداء ، وإن أول نحوي بصري حقيقي هو ابن أبي إسحاق الحضرمي مند(ت 117 هـ )وهو من القراء.

وجميع نحاة البصرة الدين خلفوه ينتمتون إلى القراء من هؤلاء تلميذه عيسى بن عمر وأبو عمر بن العلاء، وتلميذا عيسى، الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب .
ونجد سيبويه أكثر من التعرض للقراءات وكان ما كان بينهم من خلافات في الأعراب هو الذي أضزم لرعية في نفوس قراءة البصرة كي يضعوا والنحو وقواعده وأصوله .

وتميز نحاة البصرة بجعل القواعد مطردة عامة مما جعلهم يطرحون أستاذ، ولا يعربون عليه إلا القليل النادر. وأيضا اشتراطهم في الاستواء صحة المادة التي يشتقون منها قواعدهم،فكانوا يجمعون من البوادي من أعماق نجد وبوادي الحجاز وتهامة ومن القبائل المحتفظة بملكة اللغة وسليقتها الصحيحة مما لم تفسد الحضارة لسانها وكانوا لا يحتجون بالحديث النبوي لاحتمال روايته بالمعنى من الأعاجم ، وتابعهم في هدا نحاة الكوفة .

وتوسعوا من حيث القياس والتعليل إد طلبوا لكل قاعدة علة، بحيث يصبح ما يخرج عليها شادات ولقياس على القاعدة ما لم يسمع عن العرب فتصير القاعدة المعيار المحكم لسديد .

وعلى هده الأسس شادك البصرة صرح النحو ورفعت أركانه . بينما كانت الكوفة مشغولة عن دلك كله بقراءات الذكر الحكيم حتى منتصف القرن الثاني للهجرة، وكذلك رواية الشعر والأخبار.

قال ابن النديم: "إنما قدمنا البصريين لأن علم العربية عنهم أخد " دلك لأن عقل البصرة كان أدق وأعمق من عقل الكوفة وكان أكثر استعدادا لوضع العلوم لسبقها إلى الاتصال بالثقافات الأجنبية وبالفكر اليوناني فذلك أن البصرة عنيت بعلم الكلام بينما الكوفة عنيت بالفقه .

ويعد ابن أبي إسحاق أول النحاة البصريين ويتبعه في هذه الأولية جيل من تلاميذه في مقدمتهم عيسى بن عمر، وأبو عمر بن العلاء، ويونس بن حبيب ويوجد من معاصريهم من كان دو علم بالنحو لكن لم ترو لهم كتب النحو أرأهم النحوية بما كان يغلب عليهم الفنون الأخرى كالحديث واللغة مثل: حمد بن سلمة ابن دينار والأخفش الأكبر .

ويعد ابن أبي إسحاق أستاذ المدرسة البصرية ت 117 هـ

قال ابن سلام ت 234 هـ : "كان أول من يعج النحو ومد لقياس وشرح العلل
وكان ابن أبي إسحاق كثير التعرض للفرزدق لما كان يورده في أشعاره من بعض الشواد النحوية، حتى كانت مراجعته المستمرة للفرزدق تغضبه فهجاه بقصيدة يقول في تضاعيفها هدا البيت:فلو كان عبد الله مولى

ولما سمعه ابن أبي إسحاق قال له : أخطأت إنما هو مولى موال .
وكان شديد التمسك بالقياس النحوي حتى إنه ليخالف جمهور القراء في بعض قراءتهم تمسكا بالقياس النحوي .

وتتابع على نحوه تلاميده في مراجعة الشعراء وتخطئتهم بل وصل بهم الحد إلى تخطئة الشعراء الجاهليين .

عيسى بن عمر الثقفي ت 149 هـ : وهو الذي مكن للنحو وقواعده التي اعتمدها تلميذه الخليل، ومن تلاه من البصريين سواء في محاضراته واملاءاته أو في مصنفاته فترك جهودا نحوية للخليل كي يتم صرح النحو ويشده.

أبو عمرو بن العلاء ت 154 هـ: عني بإقراء الناس القرآن في المسجد وهو أحد السبعة المشهورين لكن نقلت عنه آراء نحوية لدا كان من النحاة المبكرين لكنه لم يكن نحويا بالمعنى الدقيق و إنما كان لغويا وراويا ثقة من رواة الشعر القديم و أكثر من السماع عن العرب .
يونس بن حبيب ت 182 هـ :و كانت ليونس مذاهب و أقيسه تفردها أخد عنه أبو عبيدة وسيبويه غير أن النحاة الدين يوضعون بحق في تطور النحو هم:

ابن أبي اسحاق ،عيسى بن عمر وخليل بن أحمد وسيبويه .
الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري 175 هـ : هو المؤسس أخذ عن عيسى بن عمر وأبي عمروبن العلاء .
قال فيه بن المقفع إن عقله أكثر من علمه " من دلك وضعه لعروض الشعر ورفعه لصرح النحو ورسمه المنهج الذي ألف عليه معجم العين، أول معجم في العربية مرتبا كل دلك حسب مخارج الحروف بادئا بحرف العين .

الخليل لم يترك في علم النحو كتابا جامعا بل له كتابات فرعية منها رسالة في معنى الحروف " وجملة ألآت الإعراب و "العوامل"

قال الزبيدي عن الخليل : استنبط من علل النحو مالم يستنبط أحد ومالم يسبقه إلى مثلا سابق " أن الخليل وتلميذه سيبويه هما اللذان فتحا باب التمارين غير العملية وعمم النحاة دلك فيما بعد واتسعوا فيه إظهارا لمهارتهم.
وقد يكون بعض دلك لمحاولة تدريب ناشئة لنحاة على الدقة في التطبيق . والخليل يعد بحق واضح النحو العربي في صورته المركبة، وهو الذي أعطى النحو صيغته النهائية .

ويعد سيبويه – سواء من حيث عوامله ومعمولاته الظاهرة والمقدرة أو من حيث ، مما يجري فيه من شواهد ومن علل وأقيسة ونص على العبارات المهملة وأخرى الشاذة ، ومادمه في علم الصرف من اشتقاقات الكلمة وأبنيتها وتصريفاتها وما يدخلها من قلب وإعلال وغير دلك .
سيبويه ت 185 هـ : (على الأرجح) هو من قرى شيراز تلقى فيها دروسه الأولى ثم انتقل إلى البصرة ولقبه يدل على أصله الفارسي ، واختص بالأخذ عن الخليل أكثر من غيره ، له مؤلف اسمه "الكتاب" ألفه بعد وفاة الخليل .
قال أبو الطيب " سيبويه أعلم الناس بالنحو بعد الخليل وألف كتابه الذي سماه الناس قرآن النحو " قال المبرد: " لم يعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه ". وهو أول كتاب جامع في قواعد النحو والصرف جعله في قسمين كبيرين:

القسم الأول خاص بالنحو ومباحثه .
القسم الثاني في المباحث الصرفية .

فسيبويه رسم أصول العربية وصاغ لها قوانينها الأعربية والصرفية.

ومن أبرز نحاة البصرة أو مدرسة البصرية : الأخفش الفارسي الأصل والمعروف بالأوسط تلميذ سيبويه الراوي كتابه .
قطرب البصري: لزم سيبويه ويقال أن سيبويه هو الذي سماه قطرب "ماأنت الا قطرب ليل "لما كان يتردد إليه مبكرا.
أبو عمر الجرمي : لم يلق سيبويه غير أته لزم الأخفش .
ومن نحاة البصرة كذلك المازني الذي لزم الأخفش وأخذ عنه كتاب سيبويه، والمبرد امام نحاة البصرة في عصره لزم أبا عمر الجرمي لقبه المازني بالمبرد ( بالكسر ) لحسن تتبعه في العلل. والكوفيون يقولون المبرد بالفتح عنتا له وسوء قصد .

وفي الأخير انتهت رياسة النحو البصري بعد المبرد إلى الزجاج وأبي بكر بن السراج ، ولزم المبرد وحسن رأيه فيه حتى كان من يردأن يقرأ عليه يأمره بأن يعرض على الزجاج ما يريد قراءته .
وبن السراح : أخد من تلاميذ المبرد ثم أخد عن الزجاج .
والسيرافي : أخد عن ابن السراج النحو .
وبالسيرافي تنتهي مدرسة البصرة وتصل إلى غايتها في تأصيل القواعد ، وهي التي شادت بناء النحو الشاهق، ومنها أخدت مدرسة الكوفة ثم المدرسة البغدادية والأندلسية والمصرية .

ومضت كل مدرسة تحاول أن تدخل على هدا البناء من الإضافات ما يتيح لها أن تكون ذات منهج جديد .

المدرسة البغدادية


وأما البغداديون فقد أخذوا عن البصريين والكوفيين، ومادة الدرس عند هؤلاء إنما هي النحو البصري المتمثل في كتاب سيبويه ، وكل ما في الآمر آنهم خلطوا أقوال هؤلاء وهؤلاء وانتخبوا من هؤلاء وهؤلاء، ويسر لهم هدا أن بغداد كانت مقصد البصريين والكوفيين لأنها عاصمة الخلافة الإسلامية وموطن الأعمال واكتساب الرزق .

فليس المذهب البغدادي إذن إلا مذهبا انتخابيا فيه الخصائص المنهجية للمدرستين جميعا، على نحو ما فعل ابن مالك في محاولته الجمع بين المذهبين وانتهاجه منهجا وسطا بينهما "فإن مذهب البصريين إتباع التأويلات البعيدة التي خالفها الظاهر

وهكذا كان البغداديون في موضع يمكنهم من الانتفاع بعلم البصريين وعلم الكوفيين في وقت معا، ويكفي في دلك أن نشير إلى ما أورده الزبيدي في طبقات النحويين واللغويين عندما ترجم لأحمد بن يحي ثعلب إد يقول "أبو علي الدينوري زوج ابنته يخرج من منزله وهو جالس على باب داره فيتخطى أصحابه ويمضي ومعه محبرته ودفتره فيقرأ كتاب سيبويه على محمد بن يزيد المبرد فيعاتبه على دلك أحمد بن يحي ويقول "إذا رآك الناس تمضي إلي هذا الرجل وتقرأ عليه يقولون ماذا ؟ فلم يكن يلتفت إلى قوله "

- وبدخول بعض هده المصطلحات في الاستعمال النحوي المعاصر من خلال البغداديين والمتأخرين من أصحاب الشروح أصبح طلاب النحو لا يفرقون بين البصري والكوفي من المصطلحات .

ومن الواضح أن الخلاف حول المسائل لا ينهض مبررا لدعوى وجود مدرستين نحويتين ، لأن البصريين يختلفون حول المسائل تأويلا وتخريجا، ولكن الأصول واحدة ، ومن ثم يكون مجرد الخلاف في المسائل بين البصريين والكوفيين أبعد ما يكون عن الدلالة على اختلاف المدرستين .

وقد كانت عناية كتب الخلاف تنصب في العادة على مسائل الخلاف دون الخلاف حول مسائل الأصول ولكنها جاءت دون قصد(1)

وأبرز من ينسب إلى المدرسة البغدادية من العلماء : أبو على الفارسي ت 337 هـ وابن جني 392 هـ
(1) يمكن الرجوع إلى كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري


نص تطبيقي حول المدارس النحوية :

يقول شوقي ضيف : وينبغي أن يستقر في الأذهان أن المدرسة الكوفية لا تباين المدرسة البصرية في الأركان العامة للنحو ، فقد بنت نحوها على ما أحكمته البصرة من تلك الأركان التي ظلت الى اليوم راسخة في النحو العربي ، غير أنها مع اعتمادها لتلك الأركان استطاعت أن تشق لنفسها مذهبا نحويا جديدا له طوابعه وله أسسه ..
وإذن فمن الخطأ أن يرى معاصر الكسائي أو الفراء يتأثر بالنحو البصري فيظن أنهما ليسا كوفيين وأنهما مقدمة المذهب البغدادي أو المدرسة البغدادية فان هذا التأثر عندهما وعند جميع أئمة الكوفة شيء طبيعي ومعروف أن الكسائي تتلمذ للخليل بن أحمد وأنه قرأ كتاب سيبويه على الأخفش ، وقد رحل الفراء الى البصرة وتتلمذ على يونس بن حبيب و أكب على كتاب سيبويه يقرؤه و يدرسه كما أكب عليه جميع أئمة الكوفة من بعده . ومعنى ذلك أن الصلة بين المدرسة الكوفية والمدرسة البصرية في النحو ظلت قائمة على مدار الزمن ، وأن من الطبيعي أن نجد دائما عند نحاة الكوفة تأثرات مختلفة بالمذهب البصري ، ولكنهم مع ذلك استطاعوا أن يتبينوا شخصياتهم إزاءه وأن ينفذوا أي مذهب مستقل بهم ، له طوابعه وخصائصه التي تفرده عن المذهب البصري إفرادا متميزا "

عن المدارس النحوية
التحليل :

يتحدث صاحب النص عن أهم المدارس النحوية التي أسست النحو العربي وهي :
المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية . وكلاهما مدرستان ظهرتا في العراق لأن العراق كانت موطنا للنشاط العلمي ، وفيها نشأت العلوم العربية .
ويحدد لنا شوقي ضيف أهم أعلام المدرستين . فمن علماء البصرة يذكر :
الخليل بن أحمد ( ت175هـ ) ، سيبويه ( ت183هـ ) ، يونس بن حبيب (ت182هـ ) الأخفش (ت215هـ ) .

ومن علماء المدرسة الكوفية يذكر لنا : الكسائي(ت189 هـ)، الفراء (20 هـ )

ويقر شوقي ضيف أن المدرسة الكوفية ما هي الا امتداد للمدرسة البصرية ، حيث يقول في بداية النص : "إن المدرسة الكوفية ... راسخة في النحو" . ويستدل على ذلك بسرده لأسماء العلماء الكوفيين الذين تتلمذوا على علماء البصرة إضافة إلى بقاء العلاقة بين المدرستين على امتداد الزمن حيث يقول: "ومعنى ذلك أن الصلة بين المدرسة الكوفية والمدرسة البصرية في النحو ظلت قائمة على مدار الزمن".
لكنه لا يعدم وجود بعض الخلافات بين المدرستين في آخر النص ، ويذكر أنه أمر طبيعي ناتج عن استقلالية علماء المدرسة الكوفية بآراء وأفكار نتيجة اختلاف في منهج البحث .

إذ نجد أن البصريين مثلا يقفون عند الشواهد الموثوق بصحتها، الكثيرة النظائر (الأمثلة التي يقاس عليها) ، وكانوا يؤولون ما خالف القواعد ، ويحكمون عليه بأنه شاذ أو مصنوع .

وإذا رأوا لغتين ( لهجتين ) احداهما تسير على القياس والأخرى لا تسير عليه فضلوا التي تسير على القياس وضعفوا من قيمة غيرها .
في حين رأى علماء المدرسة الكوفية ضرورة احترام كل ما جاء عن العرب وأجازوا للناس أن يستعملوا استعمالهم ، حتى لو كان شاذا لا ينطبق على القواعد العامة ، بل إنهم يجعلون هذا الشاذ أساسا لوضع قاعدة عامة

مدرسة الكوفة


كانت الكوفة على خلاف البصرة مشغولة بالفقه ووضع أصوله وفتاواه وبالقراءات وروايتها رواية دقيقة مما جعلها تحظى بمذهب فقهي هو مذهب أبي حنيفة وبثلاثة من القراء السبعة الدين شاعت قراءاتهم في العالم العربي وهم :
عاصم وحمزة والكسائي، وعنيت إلى جانب دلك عناية واسعة برواية الأشعار القديمة .
وعادة تدكر كتب التراجم أولية للنحو الكوفي مجسدة في أبي جعفر الرواسي ومعاد الهراء .

أما الرواسي فيقول مترجموه إنه أخد النحو عن عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء، وعاد إلى الكوفة فتتلمد عليه الكساتي ، وألف لتلاميذه كتابا في النحو أسماه
"الفيصل"وكان يزعم أن كل مافي كتاب سيبويه من قوله.

ومن المؤكد أنه لم يدل في النحو بآراء ذات قيمة ، بدليل أن اسمه لم يدر في كتب النحو التالية لعصره ، وفيه يقول أبو حاتم : كان بالكوفة نحوي يقال له أبو جعفر الرواسي وهو مطروح العلم ليس بشيء "
وكان يعاصره معاد الهراء(ت 19 هـ)أخد النحو و الصرف من البصرة ثم عاد إلى الكوفة وجلس للتعليم وأخذ عنه الفراء .
وجعله السيوطي واضع علم الصرف. لكن يقال كتاب سيبويه زاخر به . ولعل علم الهراء بالصرف مثل علم الرؤاسي بالنحو، كان علما محدودا لا غناء فيه ولاشيء يميزه عن علم البصرة .

وإن يبدأ النحو الكوفي بدءا حقيقا بالكسائي وتلميذه الفراء فهما اللذان رسما صورة لهدا النحو ووضعا أسسه وأصوله و أعداه بحذقهما وفطنتهما.
لتكون له خواصه التي يستقل بها عن النحو البصري مرتبين لمقدماته ومدققين في قواعده ومتخذين له الأسباب التي ترفع بنيانه .

وقد شكل النحو الكوفي مدرسة مستقلة :
وبإجماع القدماء أن نحو الكوفيين يشكل مذهبا مستقلا ، لدا نجد ابن الأنبا ري في كتابه الضخم – الإنصاف في مسائل الخلاف- يعرض فيه الخلاف بين المدرستين في إحدى وعشرين ومائة مسألة استقلال مدرسة الكوفة عن البصرة . وإذا أردنا أن نبحث بين البصريين عن موجه للكسائي والفراء في إنشاء المذهب الكوفي ظهر أمامنا الأخفش والأوسط الذي روى عنه الكسائي- إمام الكوفة الأول – كتاب سيبويه الذي فتح له وللفراء أبوب الخلاف مع سيبويه والخليل ، وبدلك أعدهما للخلاف عليها وتنمية هدا الخلاف بحيث نفدا إلى مذهبهما النحوي الجديد .
ونجد أيضا أن الأخفش هو الذي ألهم الكوفيين المتأخرين الاعتداد بالقراءات الشاذة للذكر الحكيم، مما يجعله بحق الموجه الحقيقي للكوفيين في إحداث مدرستهم، من حيث أخدهم بالقراءات الشاذة، والاعتماد على الشواذ مخالفة لسيبويه وأستاذه الخليل . ثم إن الفراء يقوم في الكوفة مقام سيبويه في البصرة ،فهو الذي أعطى المدرسة الكوفية تشكلها النهائي،إلا بعض إضافات زادها الكوفيون بعده وفي مقدمتهم ثعلب

أما عن طابع المدرسة وميزاتها فأهمها ثلاثة طوابع :
- طابع الاتساع في الرواية وطابع لاتساع في القياس- بحيث يقاس على الشاذ – ثم طابع المخالفة في بعض المصطلحات النحوية وما يتصل بها من العوامل .
-إن الصلة بين المدرسة الكوفية والمدرسة البصرية في النحو ظلت قائمة على مدار الزمن ، ومن الطبيعي أن نجد عند نحاة الكوفة تأثرات مختلفة بالمذهب البصري لما نجده من تتلمذ الكسائي للخليل بن أحمد،وقراءته كتاب سيبويه على الأخفش ورحلة الفراء إلى البصرة، وتتلمذه على يونس بن حبيب وأنه أكب على كتاب سيبويه كجميع أئمة الكوفة ،غير أنهم استطاعوا أن يتبينوا شخصياتهم إزاءه.وأن ينفذوا إلى مذهب مستقل بهم له طوابعه وخصائصه التي تفرده عن المذهب البصري إفرادا متميزا واضحا .

أهم خصائص مد رسة الكوفة :
- الاتساع في الرواية والقياس : وهي من ميزات المدرسة الكوفية، أي اتساعها في رواية الأشعار وعبارات اللغة عن جميع العرب بدويهم وحضريهم، بينما تشددت المدرسة البصرية في الأخذ إلا عن الفصحاء، وهم سكان البوادي، لكن الكوفيين وفي مقدمتهم إمامهم الكسائي لا يكتفون بما يأخذون عن فصحاء الأعراب ، وقد حمل البصريون على الكوفيين حملات شعواء حينما وجدوهم يتسعون في الرواية .

وكان لهذا التمييز بين المدرستين بدءا لخلاف واسع بينهما ، مما جعل بعض البصريين يفخر على الكوفيين بقوله : نحن نأخذ عن حرشة (أكلة) الضباب وأكلة اليرابيع (أي البدو الخلص) وأنتم تأخذونها عن أكلة الشواريز (اللبن الرائب المصفى) وباعة الكواسيخ ( أي عرب المدن) أما اتساعهم في القياس وضبط القواعد النحوية على خلاف البصريين فإن البصريين اشترطوا في الشواهد المستمد منها القياس أن تكون جارية على ألسنة العرب الفصحاء وأن تكون كثيرة ، فكان ضبطهم للقواعد دقيقا مما جعلهم يرفضون ماشذ على قواعدهم ومقايسيهم بل وصفوه بالغلط وللحن أي شاد على القياس فلا يلتفت إليه .

- أما الكوفيون فإنهم اعتدوا بأقوال و أشعار المتحضرين من العرب كما اعتدوا بالأقوال والأشعار الشاذة مما خرج على قواعد البصريين وذلك ما جعل القواعد عندهم تختلف وتتضارب ، حتى قال في ذلك القدماء :" لو سمع الكوفيون بيتا واحدا فيه جواز شيء مخالف للأصول جعلوه أصلا وبوبوا عليه ".

- و بهذا التمايز بين المدرستين نستطيع أن نفهم السر في أن نحو المدرسة البصرية هو الذي ظل مسيطرا على المدارس النحوية التالية ، لأن قواعدهم قواعد مظردة مع الفصحى ، ذلك لأن قواعد العلوم بصفة عامة ينبغي أن يرفع عنها كل ما يعترضها من اضطراب .

- فتوسع مدرسة الكوفة في الرواية و القياس جعل البصرة أصح قياسا منها لطلبها العموم و الاطراد في قواعدها و لتثبتها في الرواية و أخذها عن الفصحاء الذين تخلصت عربيتهم من شوائب التحضر .
بل إن توسع الكوفيين في القياس ما نجده من استخدامهم القياس أحيانا من دون استناد إلى أي سماع .

3 – مصطلحات مدرسة الكوفة :
حاول الكوفيون جاهدين تمييز نحوهم بمصطلحات تغاير مصطلحات البصريين و النفوذ إلى آراء خاصة في بعض العوامل والمعمولات من ذلك مصطلح " الخلاف " وهو عامل معنوي يجعلونه علة النصب في الظرف، إذا وقع خبرا مثل " محمد أمامك" أما البصريون فيجعلون الظرف متعلق بمحذوف خبر .

- واصطلاح" الصرف " الذي هو علة نصب المفعول معه بينما جمهور البصريين يذهب إلى أنه منصوب بالفعل الذي قبله وغير ذلك من المصطلحات غير أن مصطلحات البصريين في الغالب هي التي كتب لها البقاء، و عم بين العلماء و الناس لدقتها المنطقية.
-
والحق أن هذه المصطلحات أو على الأقل أكثرها أريد بها مجرد الخلاف على مدرسة البصرة حتى أننا نجد عملهم في تمييز الحركات مخالفا تماما للبصريين . فالبصريون جعلوا الرفع و النصب و الجر و الجزم للمعرب، والضم و الفتح و الكسر و السكون للمبني فلجأ الكوفيون إلى قلبها و عكسها، غير أن النحاة تلقوا ذلك بالرفض .

وعلى هذه الشاكلة كان الكوفيون يحاولون النفوذ إلى آراء جديدة في العوامل والمعمولات حتى يفترق نحوهم على الأقل بعض الافتراق من نحو البصرة وقد استطاعوا بفضل أئمتهم أن يكونوا لهم مدرسة نحوية مستقلة ترقى حقا إلى منزلة المدرسة البصرية ،و لكنها على كل حال مدرسة بينة المعالم واضحة القسمات و الملامح .

أبرز نحاة مدرسة الكوفة :

1/ الكسائي :
فارسي الأصل ولد سنة 119 ﻫ .
و قيل لقب بالكسائي لأنه كان يلبس في مجالس القراء كساء أسود ثمينا
ويقال: لأنه أحرم في كساء . و أخذ النحو عن أبي جعفر الرؤاسي ومن كتابه(الفيصل) ثم عاد إلى الكوفة و أخذ من الخليل بن أحمد ،و عكف عليه
وهو أحد القراء المشهورين، و قراء ته إحدى القراءات السبع المتواترة .
ومن تآليفه في النحو كتاب مختصر النحو، وكتاب الحدود في النحو و كتاب ما تلحن فيه العوام . توفي سنة 189 ﻫ مع الفقيه محمد بن الحسن الشيباني
وحزن عليهما الرشيد حزنا شديدا و قال : " دفنا الفقه و النحو بالري "
ويعد الكسائي إمام مدرسة الكوفة وواضع رسومها ومناهجها ، و لعل الدافع الذي جعل الكسائي أن يفسح في العربية للغات الشاذة أنه من الفراء للذكر الحكيم وكانت تجري في قراءاته حروف تشذ على قواعد النحو فخشي أن يظن بهذه الحروف أنها غير جائزة مع أنها مروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم وجميعها صحيح مما جعله يتوسع في قواعد النحو أنها و الصرف حتى تشله .
فالكسائي كان يتوسع أحيانا في القياس، وأنه كان يدلي أحيانا بأحكام دون شواهد تسندها من اللغة، و مما جرى في الندرة على ألسنة بعض العرب ،
والحاصل أن الكسائي إمام مدرسة الكوفة للأسس التي و ضعها ،لها وهي أسس تقوم على الاتساع في القياس والرواية و النفوذ إلى أحكام وآراء لم تقع في خاطر البصريين سواء سندتها الشواهد أم لا ، مع كل ما يمكن من مخالفتهم في توجيه الأعراب في الصيغ و العبارات .

وأشهر تلاميذه أبو عبيد القاسم بن سلام .
وتذكر له كتب النحو نقله عن بعض العرب من ينصب ﺑ " إن " المبتدأ
و الخبر ، كقول بعضهم :

إذا اسود جنح الليل فلتأت و لتكن
خطاك خفافا إن حراسنا أسدا


غير أن الجمهور يتأولون البيت على الحال وأن الخبر محذوف .

الفراء:
فارسي الأصل ولد بالكوفة سنة 144 ﻫ. أكثر الأخذ عن أبي جعفر الرؤاسي ثم رحل إلى البصرة وتتلمذ على يونس بن حبيب، وكان جامعا للعلوم. قال عنه أحدهم: "جلست إليه ففاتشته عن اللغة فوجدته بحرا وفاتشته عن النحو فوجدته نسيجا وحده وعن الفقه فوجدته رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم، وبالنجوم ماهرا، وبالطب خبيرا وبأيام العرب وأخبارها وأشعارها حاذقا " ولما اشتهر الكسائي رحل إليه إلى بغداد ولزمه وتصدر للتدريس وأستاذه الكسائي على قيد الحياة وله تصانيف كثيرة مثل ، كتاب لغات القرآن والمصادر في القرآن، وكتاب معاني القرآن وقد وضع الفراء النحو الكوفي ومصطلحاته بشكله النهائي وكنا رأينا الكسائي يرسم منهج النحو الكوفي على أسس ثلاثة هي الاتساع في الرواية للأشعار والأقوال والقراءات الشاذة والاتساع في القياس بحيث يعتد في قواعد النحو بالشاذ والقليل والنادر، والاتساع في مخالفة البصريين بآراء لا تسندها الشواهد اللغوية .
ثم مضى الفراء على إثر أستاذه يتسع بهذه الجوانب
وكان عقل القراء أدق وأخصب من عقل الكسائي قادرا على الاستنباط والتحليل وتخريج القواعد والأقيسة مما جعله يقوم على الخلاف مع نحاة البصرة في كثير من الأصول ووضع مصطلحات جديدة .

وكان الفراء ليفرق بين ألقاب الإعراب والبناء ، وعنده المصدر مشتق من الفعل خلافا للبصريين، مع أن المصدر هو الأصل ، والفعل مشتق منه ، وأن الأصل في الأفعال الاعراب كالأسماء. وأيضا قسم الأفعال إلى ماض ومضارع ودائم (اسم الفاعل) أما فعل الآمر عنده فمقتطع من المضارع المجزوم بلام الأمر.

وأكثر الفراء من التبديل والتغيير في المصطلحات النحوية التي وضعها الخليل وسيبويه، مستعينا بعقله المتفلسف الخصب حتى استطاع أن يكون مدرسة مستقلة في النحو للكوفة ولكن ليس استقلالا كاملا لاعتمادها على الأمس التي وضعتها البصرة، ولكنها محاولة للتمييز والتفرد .وقد كان دلك على يد "الفراء من خلال آرائه ومصطلحاته التي تخالف البصريين وسيبويه وقد يخالف أستاذه الكسائي وهو إنما يريد أن يشكل النحو الكوفي في صيغته النهائية .


ثعلب :
ولد سنة 200 هـ فأخذ النحو عن تلامذة الفراء وأخذ منهم كتب الفراء له مؤلفات كثيرة قي النحو واللغة، وصلنا منها كتاب(المجالس) وكتاب (الفصيح) وقواعد الشعر .

وآراؤه مطابقة لآراء القراء والكسائي وما نهجاه لمدرستهما من أصول ومصطلحات، ولم يكن مثل الفراء والكسائي عقلا ورأيا، لكن له قيمة كبيرة في تاريخ النحو الكوفي، فقد كان في معرفة آراء إماميه الكسائي والفراء ما ليس عند غيره، وليس معنى هدا أنه لم يكن يعدو آراء الفراء والكسائي، بل كان يجتهد أحيانا ، فقد ذهب إلى أن " عسى" حرف وليست فعلا ، وأن الاسم مشتق من الوسم خلافا للبصريين، من أن الاسم مشتق من السمو .
وربما اختار بعض آراء البصريين وآثرها على بعض آراء مدرسته .
أما عن تلاميذه فلم تكن لهم آراء في كتب النحو، وكأنما كانوا امتدادا لمباحث ثعلب اللغوية، وكان أنبه تلاميذه في المباحث النحوية أبو بكر بن الأنبا ري، وله آراء مختلفة تدور في كتب النحو .
لعل آخر النحاة الدين استظهروا آراء المدرسة الكوفية في مصنفاتهم ابن آجروم الصنهاجي المغربي صاحب المتن المشهور بالآجرومية.
وفيه فراءه يذهب إلى أن السكون في فعل الأمر سكون جزم لا سكون بناء كما يذهب إليه الكوفيون ونحو دلك من المسائل .

وقد بقيت آراء المدرسة الكوفية حية نابضة في كتب النحاة المتأخرين (1)
(1) عن كتاب المدارس النحوية لشوقي ضيف .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morjan.ahlamontada.com
سامي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
سامي


عدد المساهمات : 1236
نقاط : 3610
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
الموقع : الجلفة

دروس في اللسانيات الحديثة Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس في اللسانيات الحديثة   دروس في اللسانيات الحديثة I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 5:36 pm

خصائص العربية الاعراب

كما أن للغة الإنسانية خصائص مشتركة تشترك فيها الألسنة على اختلافها وتنوعها فإن لكل لسان (لغة) خاص بكل أمة خصائص تنفرد بها وتتميز عن غيرها ، وربما تنفرد اللغة بهده الخصائص أو بواحدة منها وإنما تكون فيها أظهر من غيرها من دلك ما تمتاز به العربية (اللسان العربي) من خصائص ذكرها الباحثون وفصلوا فيها في مؤلفاتهم وأبحاثهم ومن أبرزها :
- الاعراب
- الاشتقاق
- الترادف
- المشترك اللفظي
- التضاد


الإعراب


ربما كان الإعراب من أبرز خصائص العربية ، ومعنى الإعراب :
في اللغة : البيان و الإفصاح .

أما في الاصطلاح فهو : إما الحالات الإعرابية التي تبين وظيفة الكلمة داخل التركيب (الرفع و النصب و الجر و الجزم ) أو هو علامات الإعراب نفسها (الضمة و الفتحة و الكسرة و السكون) وما ينوب عنها.وسيأتي تفصيل ذلك .

حكاية الإعراب
وجود الإعراب في الساميات :
إن النظر في اللغات السامية يؤكد أن الإعراب كان موجودا في هذه الفصيلة اللغوية (الفصيلة السامية) إلا أنه فقد من معظمها على العصور وقد بقيت منه بقايا في بعض فروعها .

يقول المستشرق برجستراسر " إن الإعراب السامي الأصل تشترك فيه اللغة الأكادية ، وفي بعضه اللغة الحبشية ونجد أثارا منه في غيرها " فالأكادية كالعربية تستخدم علامات الإعراب .

- فالمفرد يرفع بالضمة وينصب بالفتحة ويجر بالكسرة .
- والمثنى تقع في آخره ألف ونون في حالة الرفع وفي حالتي النصب
والجر، وينتهي في البابلية بياء ونون، و في الآشورية بحركة إمالة متطورة عن الياء المفتوح ما قبلها و النون ...

- وفي العبرية بقايا إعرابية تظهر في مواضع منها المفعول به، ويبدو أن علامة النصب في العبرية القديمة كانت (الفتحة الطويلة) التي نشأت عنها هاء متطرفة تذكر في أواخر الكلمات وتشبه الألف اللينة ، ويظهر ذلك واضحا في الاسم المنصوب بنزع الخافض وفي أواخر الظروف المنصوبة مثل "Laila " بمعنى " ليل"ATTA" بمعنى (حتى) وكذلك في المصدر الذي يناظر المفعول المطلق في العربية. إلا أنه وفق القواعد العبرية تأتي بعد (الفتحة الطويلة) ميم زائدة (ما يسمونه التمييم ويقابله التنوين في العربية) ونلمح آثارا في العبرية ترشد إلى أن الضمة والكسرة كانتا علامتين إعرابيتين فيها .

وجوده في العربية :
أما العربية فيكاد بجمع العلماء على أن الإعراب ظاهرة لغوية اتسمت بها من قديم الزمان ومنذ نشأتها .

ويقول المستشرق يوهان فك : " إن العربية الفصحى قد احتفظت في ظاهرة التصرف الإعرابي بسمة من أقدم السمات اللغوية التي فقدتها جميع اللغات السامية باستثناء البابلية القديمة قبل عصر نموها وازدهارها الأدبي " .

ويقول الدكتور السامرائي: " وقد احتفظت اللغة العربية الفصيحة بظاهرة الإعراب، وهي من صفات العربية الموغلة في القدم " .
وبعض الباحثين اللغويين كانوا يخضعون البحث اللغوي منذ زمن غير قصير للنظرية القائلة بأن اللغات تمر بحالات ثلاث على التتابع :

1- حالة العزل
2- حالة الإلصاق
3- حالة الإعراب (التصرف) .

وكان من المسلم به أن كل لغة من اللغات المعروفة كانت على إحدى هذه الحالات الثلاث وفقا لمرحلة التطور التي عرفناها فيها .

ونقل ابن جني رأيا عن أبي الحسن أجاز فيه أن تكون الكلمات المبنية قد كانت قديما معربة فلما كثرت تميزت وأجاز مع ذلك أنهم ابتدأوا بناءها لأنهم علموا أنه لابد من كثرة استعمالها .

والنظرة التطورية إلى اللغة لا تقبل بحال أن نعد ظاهرة الإعراب في العربية وجدت هكذا دفعة واحدة . فالطبيعي أن لإعراب لم يصل إلى هذه الدرجة الدقيقة المنظمة في العربية إلا على مراحل ودرجات ولابد أنه كان بسيطا كما هو الحال عند أخواتها .
ولعل كثيرا من الألفاظ التي تعربها العربية الآن كانت في وقت ما مبنية ثابتة أواخرها على حركة واحدة أو على سكون؛ أقصد أن الإعراب لم يكن مطردا على أواخر الألفاظ المعربة وعلى النحو الذي نراه الآن.

ولا بأس أن نورد هنا مقطعا من نقش النمارة حيث تظهر آثار الإعراب :
" تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسرالتج …. وملك الأسدين ...".

ويرى بعض الباحثين المحدثين كالدكتور إبراهيم أنيس أن الإعراب كان من خصائص اللغة النموذجية ، فظاهرة الإعراب لم تكن ظاهرة سليقة في متناول العرب جميعا، كما يقول النحاة ، بل كانت صفة من صفات اللغة النموذجية الأدبية ، ولم تكن من معالم الكلام العربي في أحاديث الناس وخطابهم .ويوافقه الأستاذ عبد المجيد عابدين بعض الموافقة حين يقول : " إن العربي كان إذا عاد إلى بيئته أو بيته عاد إلى لهجته الدارجة ؛ هذه اللهجات الدارجة لم تكن في أغلب الظن معربة إعراب لغة قريش ، وكان الإعراب في هذه اللهجات بسيطا ، وهي تذكرنا على كل حال باللهجات العربية الحديثة " .

وكان الدكتور أنيس قد ادعى أن النحاة العرب قد اخترعوا قواعد الإعراب على نظام النحو في اللغات الأخرى كاليونانية مثلا ففيها يفرق بين حالات الأسماء التي تسمى "Cases" ويرمز لها في نهاية الأسماء برموز معينة ، وكأنما قد عز على النحاة ألا يكون في العربية أيضا مثل هذه الـ "Cases " فحين وافقت الحركة ما استنبطوه من أصول إعرابية قالوا عنها : أنها حركة إعراب وفي غير ذلك سموها حركة أتى بها للتخلص من التقاء الساكنين . ومن هذا يتلخص أن الدكتور أنيس ومن تابعه يدعون أن الإعراب لم يكن في لهجات التخاطب عند العرب القدماء، وأن بعضه اخترع لطرد القواعد وانسجامها .

ومن الردود على هؤلاء وخاصة الذين يرون في ظاهرة اللهجات العامية اليوم دليلا على خلوالعربية أصلا من الإعراب :

1- ما ذكره الدكتور عبد الواحد وافي حيث قال : إن اللهجات العامية الحديثة خضعت لقوانين التطور في مفرداتها وأوزانها ودلالاتها ، فبعدت بعدا كبيرا عن أصلها فلا تقوم دليلا، وقد خضعت لقانون التطور الصوتي وهو ضعف الأصوات الأخيرة في الكلمة و انقراضها ، وهو قانون عام خضعت له جميع اللغات الإنسانية في تطورها. وفي اللهجات العامية الحديثة بقايا من الإعراب مثل: ( أبوك وأخوك ) في عامية مصر.
وفي معظم لهجات العراق تثبت النون في الأفعال الخمسة مثل :
يمشون – تمشون – تمشين .

2 - روى بعض الباحثين أن آثار الإعراب بالحركات لا تزال باقية في لهجات بعض القبائل الحجازية في العصر الحاضر، ويستفاد ذلك من كثير من كتب التاريخ ، ففي كتب أبي الفدا أن العربية بقيت في بعض لهجات المحادثة حتى أواخر العصور الوسطى .
ونضيف إلى هذا أن الزبيدي في تاج العروس (مادة عكد) ذكر أن قرية قرب جبل عكادا كانت لا تزال فصيحة حتى عصره، وقد توفى الزبيدي سنة 1305 هـ.

3 - صعوبة قواعد الإعراب لا تدل على اختراعها ، فاليونانية و اللاتينية مع صعوبة الإعراب فيهما كالعربية لا تزال تستعمل حتى الآن في المحادثة وخلق القواعد خلقا لا يتصوره العقل، إذ اللغة هي التي تفرض نفسها ، ولم يكن هناك صلة بين علماء النحو العربي و الإغريق حتى يقتبسوا منهم لأنهم لم يكونوا يعرفون اليونانية مع أن قواعد العربية تختلف اختلافا جوهريا عن اللغة اليونانية .

4 - كان علماء البصرة والكوفة يأخذون في وضع القواعد من لغة المحادثة عند القبائل العربية متحرين الدقة في ذلك، وليس من المعقول أن يتواطأ جميع العلماء مع علماء النحو مع هذا الاختلاف و الاختراع .

5 - اكتشفت نقوش في شمال الحجاز تدل دلالة قاطعة على وجود الإعراب في العربية البائدة نفسها .

6 - أوزان الشعر العربي تقوم على الموسيقى ولابد لها من الإعراب .

7 - تواتر القرآن و السنة بالإعراب دليل قاطع على وصول الكلمات إلينا معربة، وكذلك رسم المصحف العثماني مع تجرده من الإعجام والشكل وذلك أن المصحف يرمز إلى كثير من علامات الإعراب بالحروف (المؤمنون، رسولا ، شهيدا … )

ولاشك أن المصحف العثماني قد دون في عصر سابق بأمد غير قصير لعهد علماء البصرة و الكوفة .

وقد أثبت المستشرق " يوهان فك " :" أن الإعراب من سمات العربية القديمة. فأشعار البادية من قبل العهد الإسلامي، ومن بعده ترينا علامة الإعراب مطردة كاملة السلطان . كما أن الحقيقة الثابتة أن النحويين اللغويين الإسلاميين كانوا حتى القرن الرابع الهجري و العاشر الميلادي على الأقل يختلفون إلى عرب البادية لدرس لغتهم تدل على أن التصرف الإعرابي كان بالغا أشده لذلك العهد، بل لا تزال حتى اليوم نجد في بعض البقايا الجامدة من لهجات العرب البداة ظواهر الإعراب، كما يستدل أيضا بالقرآن الكريم وإعرابه إذ أنه أقدم أثر من أثار النثر الأدبي ".
ودقة الإعراب وتنوعه ليست مانعا من التخاطب بلغة معربة، ولهذا نظائر في تاريخ اللغات الأوروبية كالألمانية التي لا تزال لغة تخاطب بين الألمان .

- لمَ دخل الإعراب الكلام ؟
كما هو معروف عند علماء اللغة إن اللغة العربية من خصائصها أنها معربة فهي تعتمد بالدرجة الأولى على الإعراب الذي يحدد الوظائف النحوية للمفردات ضمن التركيب .ومعنى الإعراب –أصلا– هو الإظهار والتوضيح فلو قال قائل: ( زار محمد سعيد ) بتسكين آخر الاسمين لا يستطيع المخاطب أوالسامع أن يفهم مَنْ منَ الرجلين قام بالزيارة، ومن الذي تلقى الزيارة لكن الإعراب يرفع هذا اللبس ويعطي القدرة على التحرك و التقديم و التأخير فنقولزار محمد سعيدا ، أو (زار سعيدا محمد) ، فتميز علامة الإعراب (الضمة) ، أو ما ينوب عنها في حالات خاصة ( كالتثنية و الجمع … ) تميز الفاعل وتميز (الفتحة) ، أوما ينوب عنها المفعول مع أن تغيير مواقع الكلمات في العربية يتم بموجب قواعد خاصة مثل : تقديم المفعول على الفاعل أو الفعل و الفاعل.

فالإعراب إذن بغض النظر عن حده ومفهومه الاصطلاحي إذا كان لفظيا أو معنويا هو وسيلة لتحديد الوظائف النحوية التي عليها يتوقف الفهم والتواصل.

إننا نعرب لنبين المعنى الوظيفي برفع أو نصب أوجر، ونشير إلى ذلك بعلامة صوتية هي الحركة الإعرابية، التي ترتبط بذلك المعنى النحوي، وتدل عليه فكما أن معاني الألفاظ (المعجمية) قائمة في الذهن يدل عليها بألفاظ صوتية، وكذلك معاني النحو يدل عليها بعلامات صوتية هي علامات الإعراب وذلك حتما شأن المتكلم أولا ، فالمعنى القائم في ذهن من قال : (زار سعيدا محمد) يدل عليه، ويجعل (سعيد) منصوبا ويجعل (محمد) مرفوعا وإن قدم وآخر. وإذا كانت الوظائف النحوية كثيرة ومتنوعة كما هو معروف في أبواب النحو، وعلامات الإعراب لا تعدو أن تكون ( الفتحة
والضمة والكسرة) بالإضافة إلى السكون، فقد أدى ذلك إلى استعمال علامة واحدة لأكثر من حالة إعرابية، وإلى حصر الحالات الإعرابية في الفاعلية وعلامتها الرفع والمفعولة وعلامتها النصب، والإضافة وعلامتها الجر، ثم حمل الحالات الأخرى على هذه الحالات الثلاث، وحمل المبتدأ على الفاعل على أساس أن الرفع علامة الإسناد، ثم حمل الخبر على المبتدأ، وحملت كل المفاعيل بالإضافة إلى الحال والتمييز والمستثنى على المفعول به، وحمل المجرور بالحرف على المضاف إليه ، بل إن هناك من جعل الحالات اثنتين الرفع علامة الإسناد والجر علامة الإضافة .

أما النصب أو الفتح فهو علامة تميزه عن الرفع أو هو علامة ما لا علامة له أي أن العرب عندما لا يكون للاسم ( وهو الأصل في الإعراب والفعل المضارع يقاس عليه) علامة إسناد، ولا علامة إضافة فإنه يحرك بالفتح، لأن الفتحة أخف من غيرها؛ كما أن السكون علامة سلبية في اللهجات العامية، أو عندما يخشى اللحن فيلجأ إلى التسكين ( فإذا خشيت اللحن فسكن) و(السكون عكاز الأعمى) ، وقد يدرج حسب هذا الرأي ما يسمى بالنصب لنزع الخافض أي عندما سقط الجار فسقطت حركته ، وصار الاسم دون حركة حُرك بالفتحة على أساس أنها علامة عدم الحركة وإن كان
- في المعنى المنطقي - عدم الحركة هو السكون .

إن تمييز المعاني النحوية لا يتوقف على الإعراب الذي تدل عليه علامات محدودة بصورة مطلقة ، ولكن مع هذا فالإعراب نظام من أنظمة متعددة ضمن النظام العام للغة ، يجعلها قادرة على تأدية وظائفها وأهمها الاتصال والتفاهم ، بل يكون الإعراب في كثير من الأحيان هو النظام الوحيد للفهم و البيان ؛ وذلك في مثل قولهم : (ما أحسن زيد) حيث يفرق الإعراب بعلاماته بين الخبر في حالة النفي (مَا أَحْسَنَ زَيْدٌ) ، و الاستفهام (مَا أحْسَنُ زَيْدٍ ؟) و التعجب (ما أحسنَ زيدا) دون أن يهمل طبعا عوامل السياق و النبر و التنغيم في المشاركة في بيان المعنى وعمل النظام اللغوي .

ملاحظة :
ينصح بالرجوع إلى كتاب (ظاهرة الإعراب ..) لأحمد سليمان ياقوت، وكتاب (فقه اللغة ) لعلي عبد الواحد وافي .

نص للتطبيق و التمرين
حول الإعراب في العربية
"إن اختلاط المستويين الصوتي و النحوي له مظاهر كثيرة تبدو في حركات الإعراب ؛ فتحريك أول الساكنين بالكسر حتى لا يلتقي مع الساكن الثاني كما في " لم يكن الذين كفروا " ، وكذلك حذف حرف العلة في " لم يستطع " مظهران من مظاهر التقاء المستويين الصوتي و النحوي، ويبدو هذا الالتقاء أيضا في حركة الاتباع في قولهم المشهور : ( جُحرُ ضبٍ خربٍ ) ، فلقد كان حق ( الباء ) الأخيرة الرفع، إلا أن اتباعها حركة الباء التي قبلها صوتيا جعلها تأخذ حركتها الإعرابية نفسها " .
عن كتاب ظاهرة الإعراب في النحو العربي وتطبيقها في القرآن الكريم لأحمد سليمان ياقوت. ص 74

1- حلل هذا النص تحليلا لغويا وبين :

أ - القضية اللغوية المركزية التي يتمحور حولها .
ب - المسائل اللغوية الفرعية التي يشير إليها النص .
هـ - علق على النص مبينا ماهية الإعراب وعلاقته بالنحو و الأصوات .

خصائص العربية .. النحت

النحت


-النحت : لغة: النشر والقشر ونحته ينحته نحتا أي براه، ونحت الجبل إذا حفره .
- واصطلاحا : انتزاع من كلمتين أو أكثر كلمة جديدة تدل على معنى، وتكون هذه الكلمة اسما كالبسملة ، وهي منحوتة من قولنا :

" بسم الله الرحمن الرحيم " .
فعلا ، " مثل " حمدلَ " من قول الحمد لله " .
حرفا " إنما " في " إن – ما "
مختلطة " عما " من " عن – ما " .

- شروطه :

1 - توافق الحروف عند تأليفها في الكلمة المنحوتة.
2 - تنزيل الكلمة المنحوتة على أحكام العربية.
3 - إخضاعها لما تخضع له أوزان العربية.

- أنواعه : النحت ثلاثة أنواع :

1 - النحت النسبي وهو أن تنسب شيئا أو اسما أو فعلا إلى اسمين.
مثل : (عبشمي) من عبد شمس ، و(مرقسي) من امرئ القيس .
(عبقسي) من عبد قيس و(عبدري) عن عبد الدار.
وقد قال الشاعر العربي قديما :


وتضحك مني شيخة عبشمية
كأن لم تر قبلي أسيرا يمانيا


وهذه الخمسة مسموعة ، واشتق منها : تعبشم الرجل ، و تعبقس إذا أنتسب إلى عبد شمس ، و إلى عبد قيس بحلف أو جوار أو ولاء .

2 - النحت الفعلي ما ينحت من الجملة دلالة على منطوقها أو تحديدا لمضمونها .
أ - ما ينحت دلالة على منطوق الجملة مثاله :
بسمل، إذا قال بسم الله .
حسبل – حسبي الله .

ب - ما ينحت تحديدا لمضمونها، ومن أمثلة ذلك :
بزمخ ، فهو من " بزح و " زمخ " إذا تكبر.
وقد ينقسم اللغويون إلى ثلاثة فرقاء باعتباره وعدم اعتباره :

1 - فريق يؤكد أن النحت يدخل فيه معنى الاشتقاق ، وهو توليد فرع من أصل .
أصل
فرع

بسم الله
بسملة
.

2 - فريق ينفي فيقول : النحت غريب عن نظام الاشتقاق فلا يعد قسما منه.

3 - فريق يتوسط ويرى أنه من قبيل الاشتقاق وإن لم يكن بالفعل، وذلك أن أكثر المنادين به كابن فارس لم يحشروه في أبواب الاشتقاق؛ إلا أنهم رأوا فيه رغم ذلك أنه ضرب من التوسيع في المعاني .

يوصى بالرجوع إلى :
- دراسات في فقه اللغة لصبحي الصالح .
- فقه اللغة وخصائص العربية لمحمد المبارك .
- كشاف اصطلاحات الفنون للتها نوي .
- بالإضافة إلى لسان العرب لابن منظور .

نص تطبيقي حول النحت
يقول عبد القادر مصطفى المغربي ـ وهو من علماء اللغة المحدثين - في كتابه الاشتقاق والتعريب ، معرفا النحت : "أن تعمد الى كلمتين أو جملة فتنزع من مجموع حروف كلماتها كلمة تدل على ما كانت تدل عليه الجملة نفسها .و لما كان هذا النزع يشبه النحت من الحجارة والخشب سمي نحتا

ويقول ابن فارس (في القرن 4ه ) في كتابه فقه اللغة وسنن العرب في كلامها في باب النحت : " العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة وهو جنس من الاختصار وذلك رجل عبشمي منسوب الى اسمين : الأول عبد والثاني شمس ".

التحليل :
يبرز لنا هذان النصان اهتمام اللغويين قديما وحديثا بالنحت، واعتبارهم أنه وسيلة من وسائل الاشتقاق حتى أنه سمي بالاشتقاق الكبار لأنه يسمح بالحصول على كلمات جديدة ، كل كلمة هي اختصار لمجموع كلمات .

وقد رد العلماء النحت الى أربعة أقسام هي :

1 - النحت الفعلي : وهو نحت فعل من جملة ليدل هذا الفعل المنحوت على ما تدل عليه الجملة، مثال ذلك : " بسمل" من بسم الله الرحمن الرحيم ، اذ أخذنا " الباء" و "السين" و"الميم" من كلمة : بسم و" اللام " من اسم الجلالة الله .

2 - النحت الاسمي : و هو نحت اسم من جملة فنختزل منها ذلك الاسم مثل الحمدلة ، المنحوتة من الحمد لله

3- النحت النسبي : وهو أن نستخرج اسما منسوبا الذي تكون في آخره ياء النسبة، وتنحت من اسمي شخصين أو مدينتين اسما واحدا تنسب اليهما مثل :

- طبرخزي : نسبة الى طبرستان وخوارزم .
- شفعنتي : نسبة الى الامامين ـ رحمهما الله ـ الشافعي و أبو حنيفة

4 - النحت الوصفي : وهو أن تنزع صفة أو وصفا من كلمتين فتدل الكلمة المنحوتة على معنى صفة الكلمتين أو بأشد من معناهما مثل الصلد: الشديد الحافر وهو وصف للناقة منحوت من الصفة التي هي الصلد بمعنى الصلب والصدم بمعنى الضرب والدفع.

تباينت آراء العلماء حول النحت ، اذ نجد منهم من اعتبر النحت نوعا من أنواع الاشتقاق وبذلك جعله وسيلة لتوليد الكلمات، خاصة في مجال المصطلحات العلمية ولنأخذ على سبيل المثال مصطلحين في علم الحيوان وضعا عن طريق النحت وهما :
- غمجناحيات من غمد و جناح
- البطجليات من بطن ورجل
- قبتاريخي من قبل وتاريخ

في حين رفض علماء آخرون استغلالها كوسيلة لتوليد المصطلحات وحجتهم في ذلك: - أن ما يوضع من مصطلحات منحوتة لا يخضع الى قواعد معينة، اذ تعتمد على أذواق واضعيها فقط .

- غرابة بعض المنحوتات، اذ يصعب علينا إيجاد علاقة بين الكلمة المنحوتة والأصل الذي نحتت منه - ثقلها .

تمرين
كتب ، جبل ، هديل ، حيعلة ، جلب ، ملك ، جليل ، مكتوب ، محركيار ، كتم ، كاتب ، هدير ، لكم ، أكتب ، كلم .

المطلوب : ميز بين هذه الكلمات حسب نوع الاشتقاق



الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير

كتب
جبل

كاتب
جلب

مكتوب
ملك

أكتب
لكم
كلم


الاشتقاق الابدالي
الاشتقاق الكبار (النحت)

هديل
محركيار

هدير
حيعلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morjan.ahlamontada.com
 
دروس في اللسانيات الحديثة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إشكالية المنهج في اللسانيات الحديثة
» اللسانيـات الحديثة والتفكير اللساني العربي
» المفاهيم الأساسية للنظرية الخليلية الحديثة
» محاضرات في اللسانيات الاجتماعية
»  محاضرات في اللسانيات التطبيقية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المرجان عين وسارة :: منتدى العلوم الاجتماعية والإنسانية-
انتقل الى: